رأى الخبیر المصرفي والمالي الدكتور جو سرّوع أن “التحدي الأكبر یكمن في إمكانیة قیام المصارف بدورھا المرتجى في عمل المنصة مبدئیا وعملیا قد یكون من جهة من الحكمة ألا تستعمل المصارف ما ھو متوافر لدیها من سیولة في حساباتھا لدى المصارف المراسلة في اعمال الصرافة النقدیة، ومن جھة أخرى یعتمد ھذا الدورعلى قدرة المصارف على إعادة تكوین وتعزیز حصتها في سوق تحویلات اللبنانیین من الخارج واستحواذ حصة من سوق الصیرفة النقدیة سواء من الزبائن المارّین على المصرف وفقا لما تسمح بھ المنصة، أو لجھة شراء الدولار النقدي الناتج من تحویلات الـFresh Dollars التي تتم عبرھا”.
وأضاف: “كذلك یعتمد نجاح المنصة على التزام الصرافین بالشفافیة المطلوبة وبآلیة عمل المنصة التي سیعتمدھا المصرف المركزي وامتثالهم لنظم ضبطھا وقدرتهم على الإستحواذ على الحصة الأكبر من سوق الصرافة وبالتالي تجفیف عمل السوق السوداء والحدّ من تأثیرها على سعر الصرف وتسریب الدولار الى الخارج، وھذا الأمر لیس بالسھل فالسوق السوداء منظمة ولدیھا حیثیاتها وزبائنها وأعتقد أن عمقھا واتساعها أي «السوق السوداء» أكثر جدیة مما قد یعتقد البعض”.
وأبدى خشیته أن یكون مصیر المنصة كسابقاتها، وما یعزز خشیته التجاذب السیاسي الحاد المستمر والذي تتعمق ھوته یوما بعد یوم، مشیرا الى أن الوضع اللبناني لایزال بالغ التعقید بفعل سلطة متسلطة تفرّق ولا تجمع في وقت یقتضي الإلتفاف حول الوطن لدرء الأخطار الجیوبولیتیكیة المحدقة به.
ورأى ان إدارة السیاسة النقدیة یلزمها مناخ عام مستقر وایجابی وأن یكون ھدفها الأساسي والآني والاستراتیجي ھو توحید سعر الصرف وھذا یلزمه موارد نقدیة مدعومة بخطة إقتصادیة ومالیة إصلاحیة تنمویة وهیكلة للمصارف مقبولة.
المصدر: الشرق – ريتا شمعون