حدثان كبيران حصلا في الساعات الاربع والعشرين الماضية، كفيلان ربما باخراج اسرائيل من دائرة التأثير في مسار المفاوضات النووية الحاصلة بين واشنطن وطهران..
صباح الامس، اعلنت تل ابيب عبر وسائل اعلامها ان انفجارا ضخما حصل في احد مصانع الصواريخ وقالت انه اثناء تجربة روتينية، وفجر اليوم سقط صاروخ في منطقة النقب قرب مفاعل ديمونا، لم تحسم حتى الان اسرائيل طبيعته بالرغم من كل التسريبات.
قالت وسائل اعلام اسرائيلية ان الصاروخ هو صاروخ دفاع جوي سوري لاحق طائرة اسرائيلية كانت تقصف سوريا، لكن وبالرغم من صعوبة تصديق مثل هذا السيناريو لاسباب مرتبطة بالمدى الذي تبلغه الصواريخ السورية وبالنقطة التي سقط فيها الصاروخ المذكور، الا انه في حال صحت هذه الرواية فسنكون امام معادلة ردع جديدة بدأت فيها سوريا وحلفاؤها.
ووفق مصادر مطلعة فان الصاروخ سقط على بعد ٢٣٨ كلم من دمشق في منطقة النقب المحتلة، وهذا يعني ثلاثة امور، الاول ان سوريا بدأت بإستخدام نوع جديد من صواريخ الدفاع الجوي غير صواريخ “اس ٢٠٠”، وان القبة الحديدية فشلت فشلاً ذريعاً في التصدي للصاروخ، وان قرارا حاسما بدأ ينفذ في دمشق بمنع الغارات الاسرائيلية او تقييدها، وهذا ما ظهرت ملامحه عندما لاحق صاروخ طائرة اسرائيلية وسقط في جنوب لبنان قبل اسابيع.
لكن مصادر اخرى تربط ما حصل بالحرب السرية الدائرة بين طهران وتل ابيب، اذ ان الاخيرة سعت في الاسابيع الماضية الى التأثير على مسار المفاوضات النووية عبر توجيه ضربات الى طهران.
تهدف اسرائيل في ضرباتها الامنية ضد طهران الى تحقيق احد هدفين، الهدف الاول هو توتير الاجواء ودفع طهران الى التصعيد وعرقلة اي اتفاق نووي جديد، والثاني كسر قواعد الاشتباك معها، ففي حالت فضلت طهران السكوت عن الضربات او تأجيل الرد عليها تكون تل ابيب قد كسرت قواعد الاشتباك ويمكنها تكرار هذه الضربات وتصعيدها.
لكن ما حصل امس قلب المعادلة نسبياً، اذ ان سكوت تل ابيب عن الحوادث التي حصلت وعدم اعترافها بماهيتها، وهذا امر يدل عليه الارباك في وسائل الاعلام الاسرائيلية وكثرة الروايات المتناقضة حول ما حصل، يعني ان اسرائيل مرتدعة وغير قادرة على الاستمرار في حربها السرية وتصعيدها ضد طهران التي تخطو خطوات جدية في مفاوضاتها النووية مع الاميركيين.
المصدر: لبنان 24