في ضوء الوضع المتدحرج نحو الاسؤا بات لزاما على التيار الوطني الحر إجراء مراجعة شاملة لتجربة السلطة وتحدد الاولويات والخيارات مستقبلية على عتبة انقضاء عهد عون على فاجعة متعددة الوجوه وعند عتبة استحقاق رئاسي بوشر الحديث عنه همسا.
بعيدا عن المزايدة أو الشعبوية التي تواجه بها قيادة التيار الوطني الحر الذي ومض بريقه مع اعتلاء زعيمه سدة الرئاسة ، يبدو التساؤل مشروعا في ترتيب أولويات اللحظة المصيرية بين المحافظة على القاعدة الشعبية بصفتها المنطلق الصلب لتحقيق الأهداف السياسية او محاولة الاحتفاظ بمكاسب السلطة.
يؤكد المطلعون صعوبة بل استحالة تسويق جبران باسيل كخيار لاكمال عهد عون على غرار سابقة انتخاب شارل حلو من رحم التجربة الشهابية في الحكم بعد امتناع فؤاد شهاب عن التمديد وتفضيله المحافظة على الدستور والنظام، من هنا يقارب باسيل تشكيل الحكومة من زاوية الإستمرار بالقبض على السلطة عبر الثلث المعطل التي يحفظ ثنائية سياسية مع سعد الحريري.
المباطحة السياسية التي يخوضها باسيل منفردا مهما بلغت الاكلاف يفترض إمكانية تعويضها مستقبلا وفق فرض معادلة سعد – جبران ، وبذلك يكون قد تحايل على تسوية وصول عمه الرئيس ميشال عون وهذا ما يرفضه الحريري بشكل قاطع وقد يتحمل تبعاته مع فرنسا والاتحاد الاوروبي.
باسيل حسم امره لناحية تحقيق هدف اوحد يكمن بتحصين وضعه داخل تركيبة السلطة رغم النصائح الكثيرة والعديدة بضرورة التروي والحكمة والتراجع قليلا كي تتم إعادة ترتيب البيت الداخلي وتنظيم تقاعد مؤسس التيار عند نهاية عهده، وهو ابلغ المحيطين به بأنه لا مجال للتراجع بعد الخسائر المتتالية والا فإن مصير التيار سياسيا وشعبيا سيكون على المحك.
في هذا الصدد، يشكك متابعون بقدرة باسيل على الصمود سياسيا في ضوء تصدعات هائلة في الهيكل التنظيمي داخل التيار كما في صفوف الكتلة النيابية، لعل انتفاضة ايلي الفرزلي ليست سوى الظاهر منها لأسباب تتعلق بالخلافات التي استحكمت بين الرجلين وافضت إلى تكريس الفراق.
بالخلاصة، كل ما يقوم به باسيل لن يجنبه هزيمة مدوية اذا لم يتواضع رأفة بمستقبله السياسي، خصوصا في ضوء الاهوال التي تنتظر اللبنانيين بعد انقضاء عيد الفصح وفق التقويم الشرقي.
المصدر: لبنان 24