الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةأخبار فنيةمُقايضة الانقاذ الاقتصادي بـ"الصواريخ الدقيقة" و"الترسيم"؟!

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

مُقايضة الانقاذ الاقتصادي بـ”الصواريخ الدقيقة” و”الترسيم”؟!

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

فجاة ومن دون مقدمات وجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خلال جولة على الحدود رسالة تهديد إلى حزب الله، محذرا من استفزاز «إسرائيل»، مهددا بانه سيتحمل عواقب وخيمة وسيتكبد أضرارا جسيمة. وتحدث ايضا عن يقظة في مواجهة ما اسماها محاولات الحزب لتحدي العدو الاسرائيلي بطرق جديدة. فهل هذه التهديدات جدية؟ وعن اي تحديات جديدة يتحدث غانتس مع العلم ان قواعد الاشتباك لا تزال على حالها دون تعديل؟

بالمعنى العسكري للتهديد، يمكن وصف كلام غانتس بأنه «ثرثرة» فارغة، لانه يأتي من خارج السياق الواقعي للاحداث التي تفترض عدم وجود مقومات جدية لاندلاع مواجهة مع حزب الله كون نتائجها غير محسومة على عكس ما يدعي المسؤول «الاسرائيلي».

ووفقا لمصادر معنية بهذا الملف، لو ان الحرب مضمونة النتائج لكان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ذهب اليها دون تفكير لانقاذ نفسه من الملاحقات القضائية، والازمة السياسية المستعصية التي تجعل من امكانية نجاحه في تشكيل الحكومة شبه معدوم، فيما يشهد حزب الليكود تصدعات غير مسبوقة. لكن عدم يقينه من الانتصار في اي حرب جديدة في ظل تقلص الميزانية العسكرية، وأزمة تفشي «كورونا»، والمواجهة المفتوحة مع طهران التي تنتظر الفرصة للرد على تفجير نطنز، تجعله يفكر مليا بالنتائج العكسية لاي مغامرة ستؤدي حكما الى «اعدامه» سياسيا، في حال الفشل، خصوصا ان التقديرات العسكرية والامنية «الاسرائيلية»، تجمع على ان حزب الله لن يسمح للعدو بخوض معركة طويلة الامد في اي مواجهة جديدة، وسيعمد الى استخدام قدراته الصاروخية الاستراتيجية من اليوم الاول للحرب لردع اسرائيل عن استكمالها.

وانطلاقا من هذه المعطيات، فان «رسالة» غانتس يمكن فهمها بالسياسة وليست بالامن او العسكر، والمفارقة بحسب اوساط ديبلوماسية في بيروت، ان هذه «الرسالة» ليست موجهة الى حزب الله، بل الى الادارة الاميركية، حيث تحاول «اسرائيل» جذب انتباه الرئيس الاميركي جو بايدن لجره الى الاهتمام بالملف اللبناني في ظل لا مبالاة واضحة في واشنطن تجاه الساحة اللبنانية، فيما ترى «اسرائيل» ان الوضع الحالي في لبنان شكل فرصة للحصول على تنازلات لبنانية في اكثر من ملف، ويمكن الحصول عليها دون اطلاق «طلقة» واحدة!

ووفقا لتلك الاوساط، لن تقف «اسرائيل» في محاولاتها استدراج التدخل الاميركي في لبنان على «الرسائل» العلنية، وبعد اليأس من فشل عشرات المراسلات الديبلوماسية، سيتم تفعيل «المقاربة الاسرائيلية» عبر القنوات الامنية من خلال زيارة وفد رفيع المستوى الى واشنطن يضم رئيس «الموساد»، ورئيس الاركان، بهدف اقناع الاميركيين بضرورة استغلال الظروف المؤاتية في بيروت لاحداث التغيير المطلوب الهادف لاضعاف حزب الله.

وبحسب «التقييم الاسرائيلي»، فان لبنان يشهد تفككا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وهو امر سيعمل حزب الله على استغلاله للسيطرة على البلاد لانه سيكون اكثر الاطراف المستفيدين من الفوضى. ولهذا تحاول «اسرائيل» من خلال التهديد والوعيد القول للاميركيين ان هذا الامر اذا ما حصل لن تنحصر مفاعيله داخل لبنان بل سيحدث أزمة خطيرة على المستوى الاقليمي، وهكذا يفترض «الاسرائيليون» ان الولايات المتحدة ستتدخل «رغم أنفها».

وعلى «ذمة» صحيفة «معاريف الاسرائيلية»، تدعم «اسرائيل» الحراك العربي الذي قام به وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، اللذان زارا بيروت مؤخرا، لوقف التفكك المقلق. واشارت الى ان المبادرة تحتوي على ثلاثة عناصر مهمة:

– اولا: عدم المساس باتفاق الطائف، الذي وضع حداً للحرب الأهلية في العام 1975.

– ثانيا: الإعلان عن حياد لبنان كما يطلب رئيس الكنيسة المارونية بشارة الراعي.

– ثالثا:تشكيل حكومة تكنوقراط .

وتعتبر هذه العناصر الثلاثة مهمة للغاية لانها ستمنع حزب الله من السيطرة على لبنان. ووفقا للمعلومات، تريد «اسرائيل» من الولايات المتحدة تبني مقاربة تقوم على المقايضة، و»الاقتراح الاسرائيلي» الموضوع على «الطاولة» يقوم على قاعدة تقديم خطة طوارئ اقتصادية مقابل وقف مشروع تطوير انتاج السلاح الدقيق من قبل حزب الله، وكذلك الحصول من لبنان على التنازلات المطلوبة على طاولة المباحثات لترسيم الحدود البحرية.

لكن وحتى يومنا هذا، لم تفض «المحاولات الاسرائيلية» الى نتيجة، ولا تزال الولايات المتحدة غير معنية بمقاربة الملف اللبناني كأولوية ملحة لديها، وبعد ان كان الضغط مركزا على اقناع الادارة الجديدة باستغلال الزخم الفرنسي، ومقاربة الجامعة العربية، ودول الخليج، للتحرك لاضعاف حزب الله، خصوصا ان الاجواء باتت مؤاتية لمحاصرة الحزب في ظل الاصوات الصاخبة لبنانيا التي تدعو الى حياد لبنان، دخل العامل الروسي على الخط، ويعمل «الاسرائيليون» على تضخيم نتائج زيارة وفد حزب الله الى موسكو ويحرضون واشنطن على مواجهة التمدد الروسي في الشرق الاوسط، في ظل الاهتمام الروسي غير المسبوق بالملف اللبناني. ومع وجود توجه لفتح مقر تمثيلي لحزب الله في العاصمة الروسية، يضغط «الاسرائيليون» لاقناع بايدن بعدم السماح لبوتين بالتمدد في ساحة يمكن السيطرة عليها خصوصا ان واشنطن تملك برايهم ورقة ضغط مهمة لمقايضة إبعاد لبنان عن التعقيدات الإقليمية مقابل الانقاذ من الانهيار..!

والى ان يقتنع بايدن ويعيد النظر بمقاربته للساحة اللبنانية، ستستمر «الحملات السياسية والاعلامية الاسرائيلية» لتكبير حجم المخاطر الامنية على الحدود الجنوبية في محاول لدفع واشنطن الى الانخراط على نحو فاعل لتغيير «قواعد اللعبة» في لبنان. مع العلم انه اذا لم يحدث تطور مفاجىء من خارج السياق،لا تبدو الظروف مؤاتية لاندلاع مواجهة.

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة