المصدر: International Scopes – خاص سكوبات عالمية | شادي هيلانة
منذ أشهر، يجري الحديث عن نفاد احتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية، والمهلة المحددة لرفع الدعم نهائياً تنتهي في اواخر شهر أيار، ما يستوجب إلغاء الدعم عن السلع الأساسية “الأدوية والمحروقات والخبز وجزئياً المواد الغذائية”.
تسويقها عربياً
فحكومة حسان دياب وجدت الحلّ لهذه الأزمة باقتراح إقرار بطاقة تمويلية، التي ستوزّع لعدد من الأسر، والذي وصل عددها الى 800ألف اسرة لكل منها مليون و300 ألف ليرة شهرياً، تستخدمها العائلات لشراء حاجياتها.
وها هو اليوم يسوقها عربياً خلال جولته التي بدأها من قطر، محاولاً استعطاف الدول الصديقة لاجل تمويل البطاقة، ويطلع المسؤولين خلال الزيارة على “أوضاع لبنان والصعوبات التي يعانيها اللبنانيون مالياً واجتماعياً ومعيشياً واقتصادياً”.
ستصرف من أموال المودعين
وفي هذا الاطار، تسأل مصادر اقتصادية في حديث الى موقع “سكوبات عالمية”: اذا التوجه سيكون لدفع البطاقة بالدولار؟ فهذا يعني انها ستصرف مما تبقى من أموال المودعين.
وتشير: أنّ الموازنة لا تسمح بدفع كلفة البطاقة بالليرة اللبنانية، خصوصاً انّ حجم الكتلة النقدية في السوق يصل الى 42 الف مليار ليرة، وانّ دفعت بالدولار ستكون من أموال المودعين.
وترى أنّ الدولارات الخارجة من مصرف لبنان، هي في حقيقة الأمر للمودعين الذين منعوا من سحب مدخراتهم بالعملة الأميركية، وأجبروا على سحبها بشكل مقنن بالليرة على سعر 3900 ليرة للدولار، أي بخسارة كبيرة جداً، وللمثال، يبلغ سعر الدولار في السوق السوداء اليوم نحو 12 ألف ليرة، ما يعني أن المودع بالدولار يخسر ما نسبته 70 إلى 80 في المئة من أصل ادخاره.
اعفاء الشركات الخاصة
وتلفت المصادر: الى انها مع اصدار قرار في مجلس النواب بإعفاء الشركات الخاصة من دفع الضريبة على القيمة المضافة حتى نهاية السنة الحالية، وبحسب المصادر عينها تقول: انّ الرواتب باتت تُدفع من طباعة الأموال لأنّ لا مداخيل للدولة، وكلما تأخر الحل كلما ازدادت الاوضاع سوءاً.
انتهاء الدعم
وضمن هذا السياق ، تعتبر مصادر سياسية: انّ أي حكومة ستأتي لن تصنع المعجزات، وتبقى الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما أمكن.
وتضيف: انّ سياسة الدعم انتهت صلاحيتها، وستتحول اكثر إلى إذلال للناس، مما هي إنقاذ لجزء من قدرتهم الشرائية.
فأصبحت المعادلة استنزافاً مستمراً للدولارات، تجّار ومهرّبون يغتنون على حساب الناس، أغنياء مستفيدون على حساب الفقراء، السلع الأساسية المدعومة ضمن السلة الغذائية مفقودة من الأسواق، وسعي محموم من المستهلكين لشراء ما أمكن من المواد الأساسية المدعومة، إن توافرت.
شادي هيلانة