كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
لبنان وصل إلى الفصل الأخير والقاتل في سلسلة الجرائم المنظمة بحقه، فهو عاجز عن تأليف حكومة، ومطلوب منه أنّ يكون انتحارياً على الجبهة الأمامية لمحور “الممانعة” بقيادة إيران، ومهدد بإكتمال الانهيار، وسط الأنانيات والصغائر لدى حكامه والحسابات الكبيرة للمتحكمين به.
ويُدرك اللبنانيون جميعاً حجم الدور الإيراني في تأجيج أزمات لبنان بدعمه الانتقائي له وتسليح حزب الله، جاعلاً منه أحد أكثر المنظمات غير الحكومية “استقلالية مالية” وقوة على وجه الأرض. وهو ما فاقم التوترات الداخلية ودفع لبنان إلى عزلة دولية وعربية. والجميع يعرف المعادلة الجوهرية، “لا حياة للبنان من دون العمق العربي والأفق الغربي”.
وتحاول ايران من خلال وكيلها – حزب الله – فتح منافذ أوسع في الساحة اللبنانية من بوابة المساعدات الإنسانية، وذلك بوخز ابر المورفين لبيئته قبيل الانهيار التام من تخزين مواد تموينية ومواد البنزين والمازوت وغيرها !
ولا صوت يعلو على دولة حزب الله، الذي انتقل من حزبٍ مسلح الى حزبٍ اجتماعي – انساني، يدير الازمة مكان الدولة، فأصبح لديه مخازن خاصة – تحمل اسم مخازن “النور” كما بات يملك مصارف تحمل اسم “مؤسسة القرض الحسن”، ولها فروع في المناطق كافة – وأجهزة صرّاف آلية في الضاحية الجنوبية.
وترجح مصادر مطلعة في حديثٍ الى وكالة “اخبار اليوم” “انّ هدف حزب الله، خلق شبكة امان اجتماعية لمواجهة مدّ المجاعة، التي ستطال كل الشرائح اللبنانية ومن مختلف الجهات والطوائف، وترى المصادر انّ البيئة الحاضنة للحزب بدأتّ تئن من الأوضاع المعيشية والاجتماعية وتبدي انزعاجاً من اهتمام الأخير بالملفات الإقليمية على حساب الملفات الداخلية، خاصة وأنّ هذه البيئة بدأت تتململ من حلفاء الحزب ومطالبهم الغريبة والعجيبة التي تأتي كلها على حساب المواطن بشكل عام”.
وتلفت المصادر الى ان الجهود المتقدمة لحزب الله في إدارة الأزمة اكبر بكثير على جهود أي حزب سياسي آخر، او منظمات المجتمع المدني، وقنوات المساعدات الأجنبية”. وتقول: الهيكل العسكري للحزب، بحسب المصادر عينها وخبرته التنظيمية، وقدرته على الوصول إلى الخطط البديلة، جميعها عوامل تتيح له اتباع استراتيجيات موقتة لتخطي الأزمة الراهنة، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه على استقلاليته عن مؤسسات الدولة، والحفاظ على قدر من الدعم من نواة مجتمعه الشيعي، وثني الشيعة عن الانضمام إلى أي جولات أخرى من الاضطرابات العامة، وعلى المدى الطويل”.
وتختم المصادر: “حزب الله” كان يأمل في حدوث تحوّل إقليمي قريب، والامر الذي بات مستبعداً في المدى المنظور – وانّ أي اتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران قدّ وضع في خانة التعثر، لذلك توجب عليه اخذ خطوات استباقية – لحماية امنه ووجوده”.