ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير جديد أن تنظيم “داعش” بدأ في استهداف البلدان الإفريقية ذات الغالبية المسيحية، مستغلا حركات التمرد المحلية لتحقيق أهداف في الكونغو وموزمبيق.
ولم يعد التنظيم المتطرف يتعهد بالاستيلاء على الأراضي والسيطرة عليها، بل تبنى بدلا من ذلك تكتيكات حرب العصابات، والعمل جنبا إلى جنب مع الحركات المحلية المتمردة وذلك لإعطاء انطباع بأنه يمكن أن يضرب المصالح الغربية في أماكن غير متوقعة.
في أواخر آذار، احتل المئات من مقاتلي التنظيم، المصنف على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى، بلدة ساحلية رئيسية في موزمبيق بعد حصار استمر أيام قتلوا خلاله عشرات الأشخاص، فيما فر آلاف الأشخاص عبر الغابات والمستنقعات للنجاة بحياتهم.
وأجبر الهجوم شركة النفط الفرنسية “توتال” على إجلاء جميع موظفيها من مشروع غاز عملاق تبلغ تكلفته 16 مليار دولار.
وأدت ضربات خلال مهمة تدريبية للقوات الخاصة الأميركية في البلاد، إلى قرع أجراس الإنذار داخل إدارة بايدن، التي تعمل على إصلاح السياسة تجاه إفريقيا وداعش.
في الشهر الماضي، صنفت الولايات المتحدة الحركتين المتمردتين اللتين تتبعان تنظيم داعش في الكونغو وموزمبيق كمنظمات إرهابية بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224.
وشمل التصنيف قادة التنظيمين، أبو ياسر حسن وموسى بالوكو.
ويستخدم التنظيم الحركتين لأغراض دعائية، بينما يقول مسؤولون أمنيون غربيون إن داعش يوفر التمويل والتدريب لكنه لا يوجه عملياته اليومية، على عكس ما فعلته في سوريا والعراق عندما سيطر على أجزاء واسعة من الدولتين عام 2014 قبل انهياره في 2017.
وانبثق تحالف القوى الديمقراطية، الحليف المحلي الجديد لداعش، من تمرد التسعينيات من قبل المسلمين في أوغندا الذين شعروا بالاضطهاد من جانب نظام الرئيس يويري موسيفيني.
وتحت ضغط من كمبالا، لجأت المجموعة التي تضخم عددها لـ 1500 مقاتل، إلى شرق الكونغو، وهي معقل للجماعات المسلحة التي قاتلت منذ فترة طويلة على الموارد المعدنية الغنية في منطقة لا تخضع لسيطرة الحكومة المركزية.
ويقول المنشقون إن عددا صغيرا من المتطوعين العرب المسلمين المتمرسين في القتال ينتمون للمقاتلين الذين شنوا سلسلة هجمات مسلحة في الكونغو.
وساعدت أسلحة جديدة المقاتلين في شن المزيد من الهجمات المميتة على القرى المسيحية والدوريات العسكرية. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن 118 هجوما في 12 شهرا حتى أكتوبر 2020، بحسب مجلة النبأ التابعة لداعش.
في تشرين الاول الماضي، أطلقت القوات الديمقراطية المتحالفة سراح 900 سجين من سجن في شرق الكونغو، حيث انضم العديد منهم إلى الحرب على الفور.
وزعم داعش أن العملية تأتي في إطار جهود عالمية لإطلاق سراح سجناء في أماكن مثل سوريا وأفغانستان.
في موزمبيق خلال تشرين الثاني الماضي، حول المسلحون المحليون ملعب كرة قدم في قرية إلى “ساحة إعدام” عامة، وقطعوا رؤوس 50 شخصا، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية.
المصدر: لبنان 24