كتب توفيق السيف في “الشرق الاوسط”: الحياة ملأى بالمرارات، ونحن لا نستطيع إصلاح العالم، لكننا نستطيع التحكم في أجسامنا وانفعالاتنا. نحن من يجعل وجوهنا مكفهرة أو مشرقة. ولنحمد الله أن لدينا وجوهاً وقلوباً، وأننا نستطيع أن نرى الناس كما يروننا.
لا تحول مجلسك إلى مأتم؛ فقد تخسر محبيك. رأيت مريضاً في المستشفى يتأوه لانقطاع أهله عن زيارته، فكلمت قريباً له، فأخبرني بأن أهله كانوا ملتزمين بزيارته، ثم انقطعوا عنه لكثرة عتابه لهم وسيئ ما يقول عن آبائهم. وحسب تعبير هذا الصديق فإن بيت ابنته كان يتحول إلى مجلس عزاء، بعدما يعودون من زيارة أبيها. وأخيراً تعبوا منه وتركوه يتألم وحيداً. فأيهم المذنب يا ترى؟ وأيهم الظالم لنفسه؟
إذا رأيت الناس يتعاطفون مع حزنك، فاعلم أنهم سيحبونك أيضاً لو رأوك مبتسماً. وإذا رأيت الناس يظهرون الاحترام إذا قابلتهم بوجه غاضب، فاعلم أنهم لا يحترمون مقامك بل يتقون شرك.
لم يعلم أكثر الناس (وأنا واحد منهم) أن نجيب الزامل كان مريضاً منذ شبابه (وقد توفي بسبب ذلك المرض)، لكنهم رأوه مبتسماً على الدوام، يدعو الناس إلى المحبة والفرح فأحبوه؛ لأنهم وجدوه سبباً لسعادتهم. أعرف وتعرفون كثيراً من الناس، كان بوسعهم أن يكونوا مبتسمين دائماً مثل نجيب، لكنهم فضلوا مقابلة الناس بوجوه خشبية أو مكفهرة، فمن يذكرهم اليوم مثلما نذكر نجيب؟ ومن يتحدث عنهم مثلما نتحدث عن داعية المحبة هذا؟
المصدر: لبنان 24