كتب داني حداد في موقع mtv:
يتحمّس البعض، من هذا الفريق أو ذاك، للسجال الدائر بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة. وقد أمضى كثيرون ساعات من عطلة نهاية الأسبوع وهم يكتبون ويعلّقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. “التيّاريّون” يهاجمون البطريرك بشارة الراعي وسمير جعجع. “القوّاتيّون” يهاجمون الرئيس ميشال عون وجبران باسيل.
“حرب البيانات”، تواكبها حملة تغريدات تفيض بالحقد والشتائم، بينما كان الناس يصطفّون أمام محطات الوقود لتزويد سيّاراتهم بالمحروقات. ويصطفّ آخرون على مداخل الأفران للحصول على ربطة خبز، بعد توقّف التوزيع على المحلات.
وفي عطلة نهاية الأسبوع ارتفع الدولار من جديد الى ما فوق الـ ١٢ ألف ليرة، بينما بعض التجار الجشعين يسعّرون على الـ ١٥ ألف ليرة، ووزير الاقتصاد لا حول له ولا قوّة ولا تدبير. ومن منحه ذات يومٍ مقعداً وزاريّاً تولّى مهمّة شتمه، في نهاية الأسبوع أيضاً.
هي “عصفوريّة” نعيش فيها. وهو قلقٌ على مصير البلد يدفع بكثيرين الى البحث عن فرصة عمل في الخارج، ولو برواتب أدنى من تلك التي كانوا يتقاضونها في لبنان، قبل الأزمة.
يحصل ذلك، بينما يتسابق الحزبان المسيحيّان على تسجيل النقاط على بعضهما و”نبش القبور” وتبادل الاتهامات وبثّ السموم في بيانات…
ويحصل ذلك بينما اختارت مجموعةٌ أن تحصّل حقوقها بيدها، فتدافع عمّن يتطاول على رئيس الجمهورية على طريقتها. الجأوا الى القضاء يا جماعة، بدل هذا “الهبل” المصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد مللنا، كصحافيّين، من تغطية هذه السجالات التافهة. وقرفنا، كمواطنين، من حرب عون وجعجع وقد مات فيها كثيرون وأضاع كثيرون أعمارهم وأيّامهم.
لعن الله من أفشل المصالحة…