كتب شادي هيلانة في وكالة أخبار اليوم:
إنّ لبنان بحاجة طارئة الى مساعٍ اممية جدّية، وتتمّثل بالطبع في وقف إنزلاق بلاد الأرز إلى هوّة الحرب الاهلية مجدداً. وهو خطر شبه مؤكد بعد أنّ تقاطع الإحتقان المذهبي – الطائفي الداخلي اللبناني مع إحتقان آخر إقليمي – دولي بالغ الحدّة، خاصة بين السعودية وإيران.
فهل ستتبلور مساعي دولة مصر العربية، بحيث عجزت الدول الكبرى في الشرق الأوسط وخارجه، فيولد في عاصمتها القاهرة إتفاق لبناني – لبناني ويتنفس سكان بلاد الأرز بعض الصعداء؟
دعوة الى القاهرة
في هذا الاطار، تقول مصادر دبلوماسية: “إنّ القاهرة، بإمكانها تحقيق هذا النجاح بحكم علاقاتها الطيبة مع الرياض، امّا ايران فهو محكوم بتقاطع الأجندات الإقليمية والدولية عبر وضع الإصبع على نقاط الاختلاف والاتفاق بين الطرفين مما يُمكن من تحديد أفضل الآليات لتفعيل أبعاد التعاون في ما بينهما – والامر ينطبق على علاقتها المتينة بواشنطن”.
وتأمل المصادر، استنهاض المبادرة الفرنسية ورودجتها بعد إطفاء محركاتها، وايصال الزعامات اللبنانية إلى الاتفاق المرجو الذي يهيئ الى ارضية متينة، والوصول إلى صيغة مقبولة لحكومة وحدة وطنية.
ولا تستبعد المصادر، “اطلاق المبادرة قريباً، تدعو فيها القيادات السياسية اللبنانية الى العاصمة المصرية (القاهرة)، بعد تهيئة المناخ ونضوج مساعي الاتصالات الدولية مع الغرب والعرب”.
وتلفتّ المصادر الى أنّ الحاجة تدعو الى تعديلات دستورية بما يكفل للبنان استقلاله من هيمنة القوى الخارجية، ومن الارتهان للطموحات القومية غير العربية، وبما يضمن للشعب اللبناني أمنه وطمأنينته وانفصاله عن سيطرة أفكار وسلاح أي فئة من فئاته”.
العقوبات والتعطّيل القسري
ولا تنفي المصادر انّ العرقلة الحكومية لديها بُعدٌ خارجي يتعلق بالعقوبات على حزب الله وحلفائه، الذي يشكل امتداداً للعقوبات على إيران، التي أعيد فرضها عقب انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة والمعروفة إعلامياً بـ”الاتفاق النووي”، وقد كان للعقوبات على إيران تداعياتها التي امتدتّ إلى تقييد قدرتها على تمويل الحزب على عكس السابق، وبالتالي أصبح ذلك جزءاً من خطة أكبر لخفض مصادر تمويله وإضعافه بشكل عام ما جعله محاصراً.
وتشير المصادر الى أنّ “تداعيات تلك العقوبات، تسببتّ بتعطيل قسري لكل المسارات السياسية والاقتصادية والامنية في البلاد، وفي مقدمتها التأخير في تشكيل حكومة عاجلة لوقف الانهيار، آخذةً لبنان رهينة التجاذبات الاقليمية وضحية في الصراع الاميركي – الايراني”.
وركزتّ المصادر على “أهميّة تشكيل الحكومة من قبل كافة الأطراف، بغضّ النظر عن تركيبتها، ولتتحمل كامل مسؤولياتها لمصلحة لبنان والمجيء بحكومة تدير الدولة.”
وختمت “من المؤسف أنّ مستوى الممارسة ليس على مستوى الحدث، فالجميع يتحمل اليوم مسؤوليات كبيرة بعدما وصل البلد إلى الحضيض ما يبشر بمخاطر سياسية كبيرة”.