خبرني – على مدار عِقد كامل، وضع المئات أقفالا على جسر في بلدة باكويل البريطانية احتفاءا بحبهم أو وفاءا لعزيز قد رحل.
ويشبه هذا التقليد ما يحدث في مواقع سياحية أخرى في أنحاء مختلفة من العالم.
لكن هذه الأقفال الموجودة في مقاطعة ديربشر قد تختفي في وقت قريب، إذ قررت البلدية إزالتها لإجراء أعمال صيانة في الجسر الواقع على نهر واي. وخلف هذا القرار شعورا بالإحباط والشجن لدى من تركوا أقفال حبهم على الجسر.
وتقول غي أتكن، 26 عاما، إنها “فُجعت” عندما سمعت بقرار إزالة الأقفال. وكانت وزوجها ألان، البالغ من العمر 69 عاما، قد وضعا قفلا على الجسر يوم زفافهما عام 2017.
وقالت: “ذهبنا إلى الجسر بعد مراسم الزفاف مباشرة”. وأضافت: “فكرنا أنه أمر لطيف لأن زوجي يحب الأسماك، وطالما اعتاد الذهاب إلى الجسر لإطعامها”. “لاحظنا أن الكثيرين تركوا أقفالا، وشرعنا في قراءتها وشعرنا أنها شيء لطيف ومميز ومختلف”. “وفكرنا في أنه سيكون لطيفا أن نضع قفلا كذلك، كأمر رمزي”.
ولم يستطع الزوجان زيارة قفلهما مؤخرا بسبب إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا، لكن السيدة أتكن تقول إنه سيكون أمر محل احتفاء.
“كنا سنفكر في زيارة القفل، والتمشية في بلدة باكويل، وربما شراء وجبة الأسماك والبطاطا التقليدية، ونمضي اليوم كنزهة عائلية”. وأضافت أنها “حزينة” لكنها تتفهم الحاجة لإزالتها لتنفيذ أعمال الإصلاح. “وربما يكون أمر لطيف أن يجدوا مكانا آخر لهذه الأقفال بالقرب من الجسر”.
أما بالنسبة لفرانسيس بِل، من بلدة تنسلي بمقاطعة يوركشر، يمثل القفل قصة حبة مختلفة. فقد وضعت ابنتها القفل على جسر بلاكويل في الذكرى الأولى لوفاة والدها نيفيل.
وتوفي والدها عن 63 عاما فجأة إثر إصابته بتمدد الأوعية الدموية عام 2017، وكانت بلاكويل من الأماكن التي يزورونها سويا.
وتقول: “كان مكاننا المميز عندما كنا أطفالا”.
ومنذ وفاته، بقيت مكانة الجسر العاطفية بالنسبة للعائلة. وتقول بِل، البالغة من العمر 35 عاما، إن والدها “لم يرد قبرا، أراد حرق جثته. لذا لا يوجد مكان يحفظ ذكراه بالنسبة لنا”.
“وفكرت ابنتي في وضع القفل، وأصبح هذا المكان الذي نذهب إليه”. وتشعر بِل بأنها مكسورة الفؤاد لاحتمال إزالة قفل والدها.
“واعتبرته ابنتي، البالغة من العمر 13 عاما، كأب لها كوني أم عزباء”. “كان الرمز الوحيد للرجل في حياتها، ومن المحزن ألا يكون لديها مكان تذهب إليه لتتذكره”.
ودشن ريتشارد ينغ صفحة على موقف فيسبوك، تطالب السلطات المحلية بالحفاظ على أقفال الحب المعلقة في جسر باكويل.
ويقول ينغ، الذي كان صاحب محل في باكويل قبل تقاعده في عام 2015، إن أقفال الحب بدأت تظهر في عام 2012، واستفاد الاقتصاد المحلي منها لأنها جذبت المزيد من السياح.
“ويجب على باكويل احترام من زاروا البلدة ووضعوا الأقفال هنا”. “أعتقد أننا يجب أن نُظهر التعاطف مع هذه الأقفال”.
وتابع: “أريد أن أرى بنيانا آخر، تُثبت عليه هذه الأقفال بالكامل إلى الأبد، هذا بالطبع في عالم مثالي”.
“فائدة عظيمة للأعمال”
يمتلك شون كورتس محلا لإصلاح الأحذية في باكويل منذ 22 عاما، لكنه يبيع كذلك الأقفال وينقش عليها.
ويرجح أن حوالي 90 في المئة من الأقفال هي من متجره بالأساس، ما يجعلها “دفعة هائلة للأعمال المحلية”.
ويقول: “سمعت من القصص الحزينة ما يمكن دمجه في كتاب”. “ورحل الزبائن بعد وضع الأقفال على الجسر وحالهم أفضل قليلا”.
كما يرى أن إزالة الأقفال تصرف لا يحترم من وضعوها. “رأيت وجوههم وأنا أحفر على الأقفال، خاصة من كانت أقفالهم لذكرى من رحلوا”.
“إذا قرروا عدم الاستمرار في هذه التقليد، فقد ذكر البعض إمكانية عمل تمثال من الأقفال، أو إذابتها وصنع لوحة تذكارية منها”. وأضاف: “المهم أن يكون هناك شيء لذكراهم إذا عادوا (من وضعوا الأقفال)”.
متى تُزال الأقفال؟
وقال متحدث باسم بلدية مقاطعة ديربشر: “نحتاج لإجراء بعض الصيانة الدورية للجسر، وسنتحتاج لإزالة الأقفال لإنجاز هذا العمل”. وتابع: “لكن هذه الإصلاحات ليست طارئة، وإن كنا بحاجة إليها. لذا نحن نناقش هذه الإصلاحات وما يمكن أن نفعله بالأقفال بعد إزالتها”.
“ولم نتخذ أي قرار بعد، وسنفعل كل ما في وسعنا للإعلان مسبقا عن توقيت الإصلاحات، ليتمكن الناس من أخذ أقفالهم”.
هل تضر الأقفال بالجسر؟
يمكن أن تتسبب ببعض الضرر، فوزن المئات، وربما الآلاف، من الأقفال المعدنية يشكل حملا على هذه الكيانات التي قد يكون عمرها مئات السنين. وفي عام 2015، تسببت أقفال الحب في انهيار جزئي لجسر الفنون في باريس.
وفي بريطانيا، أُزيلت الأقفال كذلك في السنوات الأخيرة من جسور في كورنول ولينكولينشر، وتشيستر وليدز بسبب مخاوف بشأن السلامة.