كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
لنّ تقبل طهران بسهولة التراجع عمّا حققه استثمارها اللبناني عبر حزب الله
تتجه الأنظار الى زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل غير المؤكدة الى باريس، للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الهدف منها تذليل عقبات التشكيل حيث يِتهّم باسيل بتعطيل كل الحلول، في نهجٍ كرّس في النظام السياسي اللبناني، وخير دليل ما نشهده اليوم، الامر الذي قوّض أسس تأليف حكومة فاعلة تخدم الشعب اللبناني.
ومع كل تشكيل حكومة جديدة، توضع البلاد في دائرة المراوحة والتجاذب السياسي بسبب اصرار البعض على المطالبة بالثلث المعطل في تركيبة حكومية تدّعي الإتيان باختصاصيين، امّا واقعها فـ”دُمىً متحركة” تديرها الاحزاب السياسية برغم كل محاولات الإنكار الظاهري.
اقناع باسيل
الكل يُدرك الحل لكن أحداً لا يقرّ به، فباسيل يؤكد أن الحلّ لا يزال بعيداً عبر إصراره على الثلث المعطل او الضامن كما يسميه أمّا الرئيس سعد الحريري فهو لنّ يُغيّر من موقفه الرافض لجميع هذه التسميات على حدّ قول مصادر سياسية، التي تسأل: كيف سيقنع الرئيس الفرنسي جبران باسيل، أنّ الاستقرار الاقتصادي والامني أهمّ من أي أجندة سياسية؟”
وزارة الداخلية بدل الثلث المعطل
وتضيف : “لعل الفرنسيون يسعون جاهداً الى تذليل العقبات التي تؤخر ولادتها، ما يعني عدم اعادتها إلى نقطة الصفر.
وتشير الى انه حتى ولو تخلى باسيل عن الثلث المعطل في الحكومة، فانه يشترط أنّ تكون وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالتالي سنبقى في دوامة التعطيل.
وتؤكد المصادر انّ الحريري يبدي مرونة في التعاطي، ما دامت لا تشكّل التفافاً على المبادرة التي طرحها الرئيس ماكرون لإنقاذ لبنان، والتي فرغتّ من مضمونها وأصبحت “سلّة فاضية”.
معجزة لتتشكل الحكومة
وتشدد المصادر على أنّ باسيل يغلق كل النوافذ السياسية التي يراد منها احداث ثغرة تفتح الباب أمام إخراج تشكيل الحكومة من التأزُّم الذي يحاصرها، خصوصا وانه يشعر بفائض من القوة بعد تأكيد “حزب الله”دعمه في جميع القضايا الداخلية.
وتشير المصادر، في السياق عينه، ان ثمّة حاجة الى معجزة كي يتمكن الحريري من تشكيل حكومة، اللهمّ الّا اذا قرر الرجل انّ يكون “حسّان دياب آخر” وهذا امر مستبعد، التي لا منطق لها باستثناء تأكيد انّ لبنان تحت الهيمنة الإيرانية.
وتختم : لنّ تقبل طهران بسهولة التراجع عمّا حققه استثمارها اللبناني عبر حزب الله – وهي نفسها ستسأل ما الذي باستطاعة فرنسا تقديمه في وقت لا تستطيع فيه الاستغناء عن لبنان كورقة في لعبتها الهادفة الى تحقيق صفقة مع “الشيطان الأكبر” الأميركي !