لم يعد الحديث عن ازمة حكومية في لبنان كافياً، بل باتت الازمة السياسية او حتى ازمة النظام هي المشكلة الحقيقية التي يعاني منها لبنان في ظل ازمة معيشية خانقة، و”الغريق يبحث عن قشة” وهذه القشة هي الحكومة.
لكن الواقع الحكومي لا يزال صعباً، وبالرغم من كل التحرك السياسي الحاصل لا تزال المبادرات تدور في دائرة مفرغة، من رئيس الجمهورية ميشال عون الى رئيس الحكومة سعد الحريري، الى كل المساعي الاخرى.
وقالت مصادر مطلعة ان هناك من يضغط على الفرنسيين، عن قصد او عن غير قصد، حيث سربت الى الاوساط الديبلوماسية معلومات عن وصول عناصر تنتمي لتنظيم داعش تحمل الجنسية الفرنسية الى لبنان، وهذا يعني ان انهيار لبنان سيزيد من المخاطر الامنية على القارة الاوروبية وهو مؤشر قد يزيد اندفاعة باريس اللبنانية.
وتشير المصادر الى ان الحديث عن التوجه شرقاً، عبر الحصول على الاوكسيجين من سوريا تارة والنفط من ايران او العراق تارة اخرى، اضافة الى الباخرة التي انطلقت من طرابلس الى تركيا للحصول ايضا على كميات كبيرة من الاوكسيجين، شكل ايضا عوامل ضغط كبرى.
وتلفت المصادر الى ان المبادرة الفرنسية عادت لتتحرك بزخم كبير مع التلويح بالعقوبات الاوروبية على المسؤولين اللبنانيين اذا لم يتم التوصل الى نتيجة سريعة في مسألة تشكيل الحكومة.
ومما قد يساعد الفرنسيين هو تخطي القوى السياسية كلها تقريبا، بإستثناء الرئيس المكلف سعد الحريري، لبعض العقد الحكومية مثل عدد اعضاء الحكومة، حيث توافق كل من حركة امل والحزب الاشتراكي وحزب الله والتيار الوطني الحر على توسيع الحكومة، كذلك فإن هناك محاولة تشبيك للمبادرات بين البطريرك الراعي وعين التينة.
هذا التشبيك، وفق المصادر ذاتها، يقوم على قواعد اساسية منها رفض اعطاء الثلث المعطل لاي طرف، لكن هذه العقد التي يتم تخطيها بسرعة قد لا تكون العقد الحقيقية، اذ ان السؤال الاساسي هو، هل سيشكل الحريري حكومة يسمي فيها “حزب الله” وزيراً وان كان وزير تكنوقراط؟ وهل يحظى الحريري بالغطاء السعودي لمثل هذه الخطوة؟
تدرك باريس ان العقدة الاساسية هي تمثيل “حزب الله” في الحكومة والتوازنات داخلها وموافقة الرياض عليها، لذلك تحصل اتصالات ومشاورات بين الفرنسيين والسعوديين بهدف حل هذه العقدة…