ابدى الاميركيون اهتماما بمرافق طرابلس والشمال على مدى السنوات الماضية وحرصت البعثات الأميركية الدبلوماسية على زيارة المرفأ وغرفة التجارة والمنطقة الاقتصادية مرارا. كما اتسمت المداولات الثنائية بين الجانب الأميركي وإدارة غرفة طرابلس والشمال بالعمق دائما، ونقلت البيانات الصادرة عن الغرفة ما يوحي بآمال مبدئية يمكن البناء عليها لمساندة مرافق المدينة والشمال والذهاب نحو أفكار واعدة في السياق عينه .
ولكن حتى الساعة لم تذهب الولايات المتحدة إلى ترجمة حماستها في الوقت الذي فتح اهتمامها باب الأسئلة ومنها، متى تذهب أميركا إلى ترجمة اهتمامها بطرابلس اقتصاديا وبأي مستوى سيكون هذا الاهتمام ؟
وفي الأسئلة أيضا ما ذهب إلى حد الاستفسار عما يمكن أن يكون عليه المستقبل في ضوء الاهتمام الصيني والروسي أيضا بطرابلس ومنشآت النفط التي قيل أنها ستكون مكانا لمشروع روسي نفطي واعد ، وأيضا بالمرفا والمنطقة الإقتصادية الخاصة .
ثم بعد ذلك وعلى الطريقة اللبنانية يطرح المراقبون مخاوف من احتمال نشوء تنافس بين الغرب والشرق على مرافق طرابلس ما يؤدي إلى ترقب التسويات لتنطلق المشاريع ، بمعنى أن اي اهتمام لن يكون قبل حسم الوجهة لبنانيا وحسم مصير طرابلس في التسوية أو لنقل في المرحلة المقبلة، وهنا يخشى من تعثر التفاهمات مثلا فتبقى الأمور عالقة وتبقى مشاريع طرابلس سواء التي تطرحها غرفة طرابلس او تلك المحصورة بالمنطقة الاقتصادية عالقة إلى أمد بعيد .
بالانتظار سمع اقتصاديون طرابلسيون ولاقاهم عضو “كتلة الوسط المستقل” النائب نقولا نحاس من مؤسسات ذات طابع دولي أفكارا تتعلق بما هو مطلوب من طرابلس مجتمعيا واقتصاديا وحتى على صعيد التعليم المهني لتتمكن المدينة من مجاراة التطلعات الدولية ومن التدرج في الخطوات والأعمال وصولا إلى تكافؤ الأفكار والأعمال بما هو مطلوب ، وقد ردد نحاس مرارا ذلك .
شيا في مرفأ طرابلس
ومن خلال المداولات في المرفأ امس ابدت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا اهتماما لكنها أوصلت رسالة مباشرة تقول بضرورة لعب القطاع الخاص دورا أساسيا في إعادة تفعيل مختلف المؤسسات الإستثمارية في لبنان في ظل جملة عوامل ووقائع منها ماحصل سابقا من فشل في إدارة هذه المؤسسات من قبل الدولة .
وشجعت شيا أمام دكتور أحمد تامر مدير المرفأ والرئيس المفوض للمنطقة الاقتصادية حسان ضناوي على أن يكون المرفأ في طرابلس ومعه المنطقة الخاصة مثالا يحتذى به مقابل دور مرفأ بيروت في حال أعيد بناؤه في ظل حكومة إصلاحية .
بدت السفيرة الاميركية في موقع الداعم والمشجع ، وسألت عن المطلوب من خلال المؤسسات الحكومية او غير الحكومية لدعم المؤسسات الرائدة التي تحمل لواء الشراكة مع القطاع الخاص . كما علقت امالا على الشراكة بين القطاعين العام والخاص كباب متوفر لإعادة هيكلة القطاع العام .
واهتمت شيا بما يحصل على الأرض في المرفقين وعلى ان تتمكن المنطقة بعد شراكتها مع القطاع الخاص واستشاري ناجح من المبادرة إلى دور مفيد والتعاون مع المرفأ والعكس ايضا ،بما يؤدي إلى تحقيق نتائج ايجابية .
وبحسب أجواء اللقاءات أمس لم تظهر السفيرة شيا أي توجه تنافسي مع أي جهة، بقدر ما ابدت اهتماما بملفات عملية وعناوين استثمارية مفيدة للانطلاق بالإصلاح الحقيقي .
اخيرا ربما تكون السفيرة شيا محقة لجهة انتظار حكومة وإصلاح ولكن ماذا عن احتمال تعثر التأليف والدخول في اهتزاز جراء ذلك ؟