دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ستخرج مومياوات لفراعنة مصر من أماكن استراحتها غدًا وستجوب شوارع القاهرة إلى موقعها الجديد، كجزء من مشروع يحتفي بتاريخ مصر من خلال نقل بعض أعظم كنوزها إلى منشأة جديدة ذات تقنية عالية.
في مساء السبت، ستشارك 22 مومياء فرعونية ملكية في موكب مهيب يُطلق عليه “موكب المومياوات الملكية”، وهو حدث طال انتظاره تنظمه وزارة السياحة والآثار المصرية.
ويُذكر أن الاحتفالات ستشمل عربات تجرها الخيول وجوقات تغني باللغات القديمة ومشاركة عدد كبير من نجوم السينما وكبار الشخصيات، لكن السلطات المصرية أبقت على التفاصيل الرسمية للحدث طي الكتمان.
وقال أحمد غنيم، المدير التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، المؤسسة التي ستكون المثوى الأخير للمومياوات الملكية، لـCNN، “إن الحدث سيكون مفاجأة”.
ومع ذلك، من الصعب إبقاء حدث بهذا الحجم مفاجأة، خاصةً عندما جرت البروفات مؤخراً وسط القاهرة. والتقط المصريون المتحمسون صوراً لمركبات مومياء مصنوعة حسب الطلب مُزينة بزخارف ذهبية قديمة وقاموا بمشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.
ويهدف الحدث إلى نقل مومياوات ملكية، بينها 18 ملكاً وأربع ملكات، مع توابيتهم وممتلكاتهم، من موقع عرضها القديم في المتحف المصري.
وسيتم نقل المومياوات خمسة كيلومترات جنوباً، إلى مثواها الجديد عالي التقنية في المتحف الوطني للحضارة المصرية.
على الرغم من افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية جزئياً في 2017، إلا أن حدث “موكب المومياوات الملكية” سيجسد الافتتاح الكبير.
ويقول غنيم “إنه افتتاح رئاسي”، كما أنه يشكل اللمسة الأخيرة من قاعة المومياوات الملكية التي تبدو تجربة متحف فريدة من نوعها.
ويشير غنيم إلى أن الفكرة تتمحور في كيفية عرض المومياوات والطريقة التي تُروى بها القصة، مُضيفاً “أنها الأجواء التي تشعر بها عندما تدخل المتحف”.
ويؤكد غنيم أن الزوار الذين يدخلون قاعة المومياوات الملكية سيختبرون شيئاً أشبه بالدخول إلى إحدى المقبار في وادي الملوك.
وتعود جميع المومياوات الملكية البالغ عددها 22 إلى المملكة الحديثة، وهي حقبة بُنيت فيها المقابر تحت الأرض بمداخل خفية لدرء سارقي القبور.
تحضير المومياوات
وقاد الدكتور مصطفى إسماعيل، رئيس قسم الحفظ في معمل حفظ المومياوات وغرفة التخزين في المتحف الوطني للحضارة المصرية، فريقاً مكوناً من 48 شخصاً لإعداد المومياوات الملكية.
وأوضح إسماعيل لـCNN أن عملية الحفظ تتضمن وضع كل مومياء في كبسولة نيتروجين خالية من الأكسجين “والتي يمكن أن تحافظ عليها دون أن تتضرر من تأثيرات الرطوبة، وخاصةً البكتيريا والفطريات والحشرات”.
والكبسولة محاطة بمادة ناعمة توزع الضغط وتقلل الاهتزازات أثناء النقل.
وعندما تصل المومياوات إلى المتحف، ستتوفر الظروف ذاتها تماماً مثلما داخل وحدات العرض. ويضيف إسماعيل: “لذلك لن يكون هناك أي صدمة للمومياء عندما نأخذها من الصندوق ونضعها في هذه الوحدات”.
وسترافق كل مومياء أي متعلقات يتم اكتشافها بجانبها، بما في ذلك توابيتها.
وستعرض الشاشات أيضاً الأشعة المقطعية التي تكشف ما هو تحت اللفائف، وأحياناً أي كسور في العظام أو الأمراض التي أصابت العائلة الملكية.
وأضاف إسماعيل: “الأمر الرئيسي الذي نريد أن يعرفه الزوار عن هذه المومياوات هو كيف تم تحنيطها وحفظها لفترة طويلة”.
ولدى سؤاله عما إذا كان فريقه قد اكتشف أي شيء جديد عن المومياوات خلال إعدادهم لهذه الخطوة، قال إسماعيل: “الكثير من الأشياء”، لكن لم يكشف عن أي شيء قبل العرض. لذلك هناك المزيد من المفاجآت القادمة”.
مركز ثقافي جديد في القاهرة
لا شك أن قاعة المومياوات الملكية ستكون محط جذب لزوار المتحف القومي للحضارة المصرية، لكن مديره التنفيذي أحمد غنيم يأمل في وضع المتحف بشكل مختلف عن المؤسسات المجاورة له.
سيركز المعرض المؤقت الأول على المنسوجات والأزياء المصرية، وفقاً لما يقوله غنيم.
ومن خلال المعروضات، سيخبر المتحف قصة أكثر ثراءً عن إنجازات الحضارة المصرية، لكن المتحف سيكون أيضاً مركزاً ثقافياً.
وسيفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور في اليوم التالي للحدث، في 4 أبريل/ نيسان الجاري، مع افتتاح قاعة المومياوات الملكية بعد أسبوعين في 18 أبريل/ نيسان. وسيتم بث الرحلة الذهبية مباشرة عبر قناة “يوتيوب” التابعة لوزارة السياحة والآثار المصرية.