كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
يحتاج لبنان إلى زعيم ينظر إلى السياسة لا كأداة لجمع الثروة والنفوذ
لاشكّ في أن لُبنان يعاني من مرضٍ مؤلمٍ لا دواء لهُ . فالفقر متفشٍّ، وليس هناك وظائف، والأسعار إلى ارتفاع والقوة الشرائية آخذة في الانخفاض، والبنية التحتية العامة – كالكهرباء والمياه والنقل والاتصالات – شبه معطّلة.
باختصار، البلاد مسمّرة على خشبة وتلفظ انفاسها الاخيرة، كل ما في الأمر أنّها بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية عاجلة، لكن كيف يمكننا أن نتوقّع من الطبقة الحاكمة المسؤولة عن هذه الحالة المزرية أن تقرّها؟
العزلة الغريبة
نشعر في لبنان “وكأننا نقوم بمكافحة الحريق بشكل مستمر بدون نهاية”. وبعد حلول الظلام يسكن بيروت المعروفة بليلها الصاخب حس من العزلة الغريبة.
فلا يوجد في الحانات إلا عددا قليلا من الرواد والشوارع الرئيسية مظلمة امّا الإشارات الضوئية على التقاطعات فلا تعمل تاركة للسائقين حرية المسار!
مذكرة تفاهم بين ايدال وجمعية التجارة العادلة في إطار مشروع BIEEL مذكرة تفاهم بين ايدال وجمعية التجارة العادلة في إطار مشروع BIEEL طلال الدويهي بعد زيارته وزير الداخلية: فهمي يتحلى بالتواضع والنزاهة في مقاربة الامور الشائكةطلال الدويهي بعد زيارته وزير الداخلية: فهمي يتحلى بالتواضع والنزاهة في مقاربة الامور الشائكة
أنّ الانهيار السريع كان بمثابة ضربة لكرامة اللبنانيين الذين طالما زعموا أن لديهم أحسن طعام في الشرق الأوسط ونظروا لأنفسهم على انهم الأكثر تقدماً في المنطقة.
أسوء حال منذ التأسيس
في لبنان الساحة مكشوفة كُليّاً في ظل الفراغ الحكومي والخلافات السياسية القاصمة، وبالتالي اصلاح الخلل واجب حتمي، فالحِكمة الوطنية تلعب دوراً جوهرياً في ضبط إيقاع التوازنات السياسية الداخلية، وتحديد سياسة لبنان الخارجية وعلاقته بالجوار التي تبدو في أسوء حال منذ تأسيس دولة لبنان الكبير.
وحده الحاكم بأمره اليوم هو السلاح غير الشرعي بيد حزب الله ولا صوت يعلو فوق صراخ أمينه العام السيد حسن نصرالله.
منظومة السلاح ومنظومة الفساد
فالبلد لمّ يعد يمتلك فائضاً من الاستقرار السياسي ولا الاقتصادي ولا المالي، ولا فائضاً من ثقة المواطن وثقة الخارج، فهو بحاجة إلى الحضن العربي، لكن من الضروري تجاوز السلبيات التي تركتها مواقف السيد حسن نصر الله، ليستعيد لبنان من خلال ذلك حضوره العربي والإقليمي، وفق سياسات واضحة.
الدولة اللبنانية سارت في طريق خاطئ، جعل منها دولة تسير وفق أجندات وصراعات طائفية، هي اليوم أسيرة التحالف القائم بين منظومة السلاح من جهة، ومنظومة الفساد من جهة ثانية.
وفي نهاية المطاف، يحتاج لبنان إلى زعيم، والذي يمكن أن ينظر إلى السياسة، لأول مرة في تاريخ البلد الحديث، لا كأداة لجمع الثروة والنفوذ وتحسين طائفته، يهددّ ويستقوي من خلالها، وإنما نحتاج الى زعيم مهمته تحسين حياة الناس ووطني مئة في المئة، لأنّ الانهيار النهائي للبنان بات وشيكاً، فمتى يوم القيامة وقد صلبوا لبناننا على خشبة!؟