كشف “مرصد الأزمة” في “الجامعة الأميركية”، وهو مبادرة بحثية تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وكيفية مقاربتها، أنّ كلفة صنع “الفتوش” المتوقّعة لعائلة صغيرة مكوّنة من 5 أشخاص عند بداية شهر رمضان هذا العام ستكون حوالي 18500 ليرة.
وقال المرصد في بيان: “ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم، والذي عادة ما يشهد ارتفاع أسعار عدد كبير من السلع نظراً لزيادة الطلب عليها، قام باحثو مرصد الأزمة بدراسة “مؤشر الفتوش” وهو مؤشر تصدره وزارة الاقتصاد والتجارة في شهر رمضان من كل عام منذ 2012. يتضمن المؤشر أسعار 14 مادة تكوّن سلطة الفتوش مع التثقيل المناسب لكلّ نوع”.
وأضاف: “ففي نظرة الى تطور “مؤشر الفتوش” منذ 2012 وفي محاكاة لما ستكون كلفته في رمضان هذا العام بناءً على أسعار المكونات في أواخر شهر آذار، يظهر ارتفاع المؤشر 210% هذا العام مقارنة مع العام الفائت والذي كان قد ارتفع 36% عن الـ 2019. وتقدر كلفة صنع الفتوش لعائلة صغيرة مؤلفة من 5 أشخاص عند بداية شهر رمضان هذا العام حوالي 18500 ليرة مقارنة مع 6000 ليرة في الـ 2020 وحوالي 4500 ليرة في الـ2019″.
وتابع: “ماذا يعني هذا الارتفاع الصاروخي؟ في محاكاة بسيطة ستصل كلفة الفتوش فقط لعائلة مؤلفة من خمسة افراد ما يقارب الـ 555 الف ليرة خلال شهر كامل، اي ما يوازي 82% من قيمة الحد الادنى للأجور. وكما اصبح واضحاً سيصاحب هذا الارتفاع الكبير في مؤشر الفتوش تضخم اسعار السلع الاخرى التي عادة ما يستخدمها الصائمون في موائدهم الرمضانية. مما يعني ان اكثرية العائلات في لبنان ستعاني من تأمين السلع والمكونات الاساسية لموائدها خلال رمضان القادم. هذا الارتفاع الكبير في الاسعار سيدفع العائلات نحو التكيف السلبي مع هذا التضخم اما عبر تخفيض كميات الطعام او الاعتماد على بدائل ارخص كالنشويات مكان الخضار واللحوم، وما سينتج عن ذلك من سوء تغذية”.