يجد الحريري نفسه عالقاً في حصار يفرضه عليه الرئيس ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، وهو ملزم الى حد بعيد، بمراعاتهم ولا يستطيع تشكيل حكومة من دون مشاركتهم ومن دون ثقتهم في المجلس النيابي لانهم الطرف المسيحي الوحيد الذي يبدي استعداده للمشاركة في الحكومة، وبالتالي هو مجبر على حل عقد مرتبطة بالثلث المعطل ومنح الثقة وغيرها..
من هنا يطرح سؤال افتراضي: ماذا لو كانت علاقة الحريري ب” القوات اللبنانية “جيدة كما السنوات الماضية؟
تقول مصادر مطلعة انه “في هذه الحالة يمكن القول ان مشاكل الحريري الحكومية ستحل بمعظمها، اولا لان “القوات” لن تترك الحريري وحيدا في الحكومة، وبالتالي فإن هواجسه، وسعيه لحماية نفسه داخل الحكومة ومن خصومه ستكون اقل”.
وتضيف المصادر “ان مشاركة القوات في الحكومة يعني ان امكانية حصول الرئيس عون والتيار على الثلث المعطل ستكون مستحيلة، وهذا يعني بدوره بأن التوازنات داخل الحكومة ستكون معدلة نسبيا مما قد يعدل الموقف السعودي من تشكيلها”.
وتعتقد المصادر “ان اقتراب القوات من الحريري وتجاوبها معه سيجعل لديه اوراق قوة سياسية في مواجهة الوزير جبران باسيل، اذ لن يكون بحاجة لاصوات تكتل لبنان القوي للحصول على الثقة لان الميثاقية ستؤمنها القوات عبر نوابها”.
لكن هذه الفرضية السياسية دونها عوائق جدية، اهمها عدم رغبة الحريري باستعادة التقارب مع القوات لاي سبب من الاسباب، والثاني هو رفض القوات اي مشاركة في اي حكومة قبل الانتخابات النيابية المقبلة…