عمد “التيار الوطني الحر”، بالتوازي مع تحسن علاقته مع “حزب الله”، الى تنظيم وضبط اطلالات قيادييه والمقربين منه اعلامياً.
وقالت المصادر ان التيار يعمل بشكل واضح على الحد من اي تمايز او تصريحات معادية لحزب الله او منتقدة له من داخل التيار او من المحيطين به.
كما اعتبر النائب والوزير السابق عن حزب الكتائب، ايلي ماروني، «ان رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة سعد الحريري، مسؤولان عن تعطيل التشكيل والتأليف للحكومة، لأن قرار التأليف بأيديهما، متى ما تجردا من الالتحاق كل بمحوره، لاسيما رئاسة الجمهورية، عبر الالتصاق بمواقف حزب الله، حيث بدا خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن مهددا ومتوعدا وغير متحملا لمسؤولية مصير الوطن الذي وصل الى قعر الهاوية».
وقال ماروني في تصريح لـ «الأنباء»: «نأسف لهذا الوضع الذي وصلت اليه البلاد، ولعدم التوصل بين الرئيسين عون والحريري الى تشكيل الحكومة خلال لقائهما الأخير في بعبدا، على الرغم من ان جميع اللبنانيين اهتموا بهذا اللقاء، وبنوا عليه آمالا كبيرة، فلبنان بحاجة الى حكومة لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية والصحية والمالية والسياسية والأمنية، لكن ما جاء في خطاب السيد نصر الله عن تفضيله تأليف حكومة تكنو سياسية، قد يكون نسف كل الإيجابيات، وأعادنا الى نقطة الصفر، خصوصا وان الرئيس المكلف متمسكا بالمبادرة الفرنسية، التي تقوم على حكومة اخصائيين بعيدا عن الحزبية والسياسية، لذلك نأمل ان ينتصر الوعي ويتحمل الرئيسان عون والحريري مسؤولية الوطن والشعب».
وردا على سؤال، قال ماروني: «ان عهد الرئيس عون قارب على النهاية دون اي انجاز، بل تجلى بخيبات كبيرة على كل الأصعدة الإنمائية والمالية والاقتصادية والمصرفية والصحية، اني اعتبر ان وحده لا يتحمل كل المسؤولية، لكن هذا عهده ويحمل اسمه»، معتبرا ان رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، فقد معظم أدواره، وهو على خلاف مع جميع الفرقاء اللبنانيين، ويحملونه الكثير من المسؤوليات، من هنا فقد أي إمكانية للوصول الى رئاسة الجمهورية التي أصبحت له حلما بعيد المنال.
وأضاف ماروني «ان المنظومة السياسية الفاسدة مسؤولة عن كل الانهيارات، ويأتي هذا العهد الخالي من اي انجاز، ليزيد في اهتراء الوطن، ما جعل اللبناني يعيش اسير الجوع والفقر وضياع امواله والامراض والبطالة دون اي مؤشر لأي حل ممكن، «ورأى» ان لبنان بحاجة الى احترام مبادرات الخارج تجاهه، لاسيما المبادرة الفرنسية والذهاب بسرعة نحو تشكيل حكومة مستقلين وأخصائيين، فنحن بحاجة الى كل المبادرات الاقليمية والدولية لمساعدة لبنان على تخطي أزماته الخانقة».
وردا على سؤال حول زيارة وفد حزب الله لروسيا، قال: «هذه الزيارة العلنية، قد تكون لإعادة تنظيم دور الحزب في سورية ولبنان، لكن حتى الساعة لم تظهر اية إيجابيات او تسهيلات ومؤشرات ناتجة عن هذه الزيارة، لاسيما لجهة تسهيل تأليف الحكومة، بل على العكس ذهبنا الى مزيد من التصعيد».
وعن مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي لمؤتمر دولي، أكد ماروني «انها المبادرة الوحيدة على الساحة لجهة الحياد والرعاية الدولية، وهذا حل وحيد متوافر، وهناك شبه اجماع لبناني حوله، لأن منطلقاته وطنية ولبنانية، وغايتها انقاذ لبنان واللبنانيين، بعدما وصلنا الى جهنم كما أراد رئيس جمهورية لبنان».