كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
يأتي على قائمة اولويات اولياء الامور في العيد شراء الملابس الجديدة سواءً للكبار او الصغار فالجميع يحرص على انّ يكون في أبهى حِلّة في هذه المناسبة، والتي يفضّل أن يرتدي فيها المواطن افضل وانظف ما لديه من كسوة.
وحول استعدادات المرأة للعيد، تحرص الفتيات والسيدات على شراء الملابس الجديدة لهن وللابناء، حيث يشترين الملابس العصرية الى جانب الفساتين للفتيات الصغيرات.
ولا ننسى الحلويات التي تحظى بنصيب كبير من اهتمام العائلات في تجهيز اغراض العيد حيث يحرص الجميع على شراء الحلويات والفاكهة لتقديمها للضيوف والمهنئين في هذه المناسبة، كما انّ لغداء العيد نصيباً من هذه الاستعدادات حيث تتكون الوليمة التي يجتمع حولها افراد العائلة.
رأس مالنا يتآكل
في هذا السياق، يتحدث صاحب متجر للالبسة عبر وكالة “اخبار اليوم”: متأسفاً أنّ هذا العيد هو الأسوأ في السنوات العشر الماضية، بل هو الأسوأ منذ انّ بدأ العمل التجاري، قبل 30 عاماً. فالأسعار مرتفعة والناس ليست لديها القدرة على الشراء، حتى من وضعهم المالي مقبول، لم يعودوا قادرين على شراء الثياب إلاّ عند الضرورة”.
ولفت إلى أنّ “الناس غالباً مصدومون بالأسعار، التي ترتفع بشكل يومي، حتى نحن كتجّار لم نعد نحتمل الارتفاع اليومي للأسعار. فقد بدأ رأس مالنا يتآكل ونحن لا نستطيع فعل شيء، فإنّ أغلقنا محلاتنا سنقطع بأرزاق من يعمل فيها، كما انه لدينا التزامات شهرية يجب أن نسدّدها.
واليوم ذاهبون الى اقفال محالنا التجارية مجدداً، بسبب قرار الاقفال العام الذي إتُخذ، جراء فيروس كورونا”.
الغلاء وكورونا
يروي لنا طوني وهو سائق سيارة اجرة : “انّ اسرتي لن تتمكن من شراء حاجيات العيد بسبب ارتفاع الاسعار، مشيراً الى انه قد يلجأ الى الاستدانة لسد حاجات ابنائه في العيد وخاصة لشراء ملابس الاطفال كون اسعارها مرتفعة، وبغصة يقول : منذ العام الماضي وحتى يومنا هذا، لا زالتّ الاسعار تطارد فرحة المواطنين، والتي تحتاج الى ميزانية مالية اضافية وخاصة مع اقتراب يوم “الشعنينة”.
متى نعود الى قيمنا الجميلة ؟
ويخبرنا والد طوني الرجل السبعيني : “اختلفت مظاهر العيد التي كان يشهدها لبنان قديماً عن هذه الأيام اختلافاً جذرياً. اذ كان للعيد طعم ونكهة مميزين، يشعر بهما الجميع صغاراً وكباراً، مضيفاً ، ان المفردات التراثية للاحتفال بالعيد تتراجع، فتصاحب قدومه مراسيم بسيطة مثل الذهاب الى الصلاة والابتعاد عن تقديم واجب التهاني والزيارات، او زيارة المرضى والاهل والاصدقاء”.
ويسأل ابو طوني دامعاً: “متى نعود من جديد إلى حيث كنا!؟ وهذه فرصة كي نعود إلى قيمنا الجميلة وعاداتنا الأصيلة وأعرافنا العريقة، حتى نتعانق لننفض عن كاهلنا غبار الخصام والشقاق، لنرسم البسمة ونمسح الدمعة، لنقبّل أيدي من كانوا سبباً في وجودنا.
ففي الحياة آباء وأمهات شغلتنا عنهما الدنيا، فرصة كي نصافح الجيران الذين يفصلهم عنّا “شبر” ولم نزرهم منذ عام، فرصة كي نواسي المكلوم ونعطي المحروم”!؟