ليس تفصيلا ما يقوم به وزير الصحة المحسوب على “حزب الله” حمد حسن، منذ بدء تواصله المباشر مع الجانب العراقي للوصول الى اتفاق لتبادل النفط بالخدمات الطبية، وصولا الى زيارته لسوريا التي أخذت ضجة امس بعد ارسال دمشق 75 طنا من الاوكسيجين الى لبنان.
منذ اشهر سعى “حزب الله” الى دفع الحكومة الى التوجه شرقاً، لكنه ولاسباب عديدة لم يصل الى نتيجة، فكان الخيار الذهاب بمن حضر والسعي من خلال وزرائه الى فتح ما يمكن من ابواب، وما يقوم به حسن اليوم هو جانب من هذا المسار الذي تزخم اعلاميا وعمليا بعد الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله.
في خطابه الاخير قال نصرالله انه في حال لم تقم الدولة بالذهاب الى الخيارات الممكنة والمنطقية فإن الحزب لديه الكثير من الخيارات، لكنه هنا لم يكن يقصد عمليا الخيارات من داخل المؤسسات بل من خارجها.
قبل مدة خرجت شائعة، تقول بأن عددا من شاحنات نقل البنزين الايرانية اتجهت من العراق بإتجاه لبنان كهدية من الجانب الايراني، وللمفارقة لم تنف جهة ايرانية هذا الامر وترك النفي للعراقيين، وبحسب مصادر مطلعة فإن كل ما يحصل هو جس نبض سياسي وربما شعبي للتطورات العملية في المرحلة المقبلة.
وتعتبر المصادر ان تكريس امرا واقعا يحدث بالتدريج وهذا ما يمكن ان يلاحظ عبر كسر قانون قيصر بقضية الاوكسيجين، او التلويح بإرسال النفط الايراني بالبر الى لبنان.
وتشير المصادر الى ان “حزب الله” اعد البنى التحتية المناسبة التي تمكنه من نقل المواد النفطية من سوريا الى لبنان وهو حاليا يضع هذا الخيار امامه بإعتباره ممكنا في حال اي انقطاع للبنزين او عدم تمكن الدولة من استيراده.
من الواضح ان الحزب يحضر للعمل من خارج المؤسسات في حال استمر الاستعصاء داخلها، وهو يلوح بالتوجه شرقاً كلما زاد حجم الانهيار وذلك لاستيراد المواد الغذائية والدواء والمحروقات، ولعل التطورات، التي قد تشبه حراك وزير الصحة ستتكرر في الايام والاسابيع الماضية في اطار الضغط السياسي والاعلامي… وتمهيد الارضية لما هو اكبر!