تحدث مصدر دبلوماسي سعودي الى وكالة “اخبار اليوم” مؤكداً حرص المملكة على المكون المسيحي الوازن في المعادلة الوطنية اللبنانية، مشدداً على أن الشراكة الجدية والصادقة القائمة على العدل والتوازن بين المكونات الطائفية تحمي هذا البلد المميز”.
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
لبنان محكوم بالتسويات، وحقيقة التسوية ثابتة، بغض النظر عن رفع السقوف والضغوط؛ والضغوط المضادة التي يمارسها كل فريق في سياق تحسين مواقعه الحكومية، وإزاء الظروف التي يمر بها البلد فالجلوس الى طاولة الحلّ تشكل امراً حتمياً خصوصاً أن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الضاغطة على الجميع ولم يعد من الجائز إضاعة الوقت وممارسة الترف السياسي، لانه مهما حاولت الاطراف السياسية ان تمارس شطارتها وبهلوانياتها لكن التركيبة اللبنانية محكومة بمعادلة ثابتة هي صيغة “لاغالب ولا مغلوب”، وعلى هذا الاساس ستكون التسوية الحكومية محكومة بتلك الصيغة حتماً.
ممّا لا شك فيه انّ المملكة العربية السعودية راعية التسويات في لبنان والاتفاقات الجامعة عندما تتشرذم المكونات السياسية فيما بينها فيأتي التدخل من الخليج العربي، في هذا الاطار تحدث مصدر دبلوماسي سعودي الى وكالة “اخبار اليوم” مؤكداً حرص المملكة على المكون المسيحي الوازن في المعادلة الوطنية اللبنانية، مشدداً على أن الشراكة الجدية والصادقة القائمة على العدل والتوازن بين المكونات الطائفية تحمي هذا البلد المميز”.
وكشف المصدر انّ مجموعة اتصالات دولية ستحركها الرياض مع دولة الكويت، وجمهورية مصر العربية، مشيرا الى تنسيق تام مع الجانب الفرنسي لبحث الخطوات التالية في حلّ المعضلة الحكومة اللبنانية على أُسس مبادرة الأخيرة، مؤكداً أنّ السعودية لمّ ولن تتخلى عن الشعب اللبناني”، والهدف الطارىء اليوم هو جمع المكونات السياسية اللبنانية والحدّ من خلافاتها، فالتفرقة لا تخدم احد، وستكون “قاتلة” في هذا الوقت المصيري للبنان”.
ولفت المصدر الى انّ في جوهر التكليف، ثمة علامات ومفارقات، لعلّ أبرزها داخلياً التغطية السّنية التي حظي بها الرئيس المكلف سعد الحريري، وخارجياً الغطاء الذي مُنح له، وليس صحيحاً ما تتداوله جهات سياسية لبنانية، على انّه اتى فرنسياً فقط، فالسعودية لها الدور والموافقة لكنّ ايضاً لديها الهاجس الاساسي في “الثلث المعطل” الذي يقف عائقاً امام الاصلاحات وعملية الانقاذ الوطني. ورفض المصدر، عند حصول الحريري على المساعدات من السعودية وسواها، ان يتم استخدامها لتحسين الوضع المالي لحزب على حساب الدولة. وأكدّ على انّ الرئيس الحريري هو ابن المملكة مهما اشتدتّ الخلافات ضمن الاسرة الواحدة.”
وأكدّ المصدر، وقوف المملكة مع شروط “المبادرة الفرنسية” حرفياً، كونها الوحيدة الموجودة، ولن تُسحب عن الطاولة الاممية ويجب تطبيقها بأسرع وقت”، وختم : “لاعادة ثقة المجتمع الدولي بالطبقة السياسية اللبنانية وانهّم حقاً يريدون الخير لأبناء لبنان”.
المصدر: وكالة أخبار اليوم – شادي هيلانة