في ساعة مبكرة من مساء الأحد، شيعت أسرة الكاتبة المصرية نوال السعداوي جثمانها إلى مثواها الأخير بمقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر غرب العاصمة المصرية القاهرة.
ولم تعلن الأسرة عن مكان أو موعد الجنازة التي لم يحضرها سوى ابنتها الدكتورة منى حلمي وابنها عاطف وزوجته بالإضافة الى عدد محدود للغاية من الأسرة.
وقالت منة الأبيض، مديرة أعمال نوال السعداوي وأحد المقربين منها في سنواتها الأخيرة، أن الكاتبة الراحلة أوصت بأن لا تقام لها جنازة وأن يقتصر الحضور فقط على أولادها.
وأوضحت الأبيض أن عدم اقامة جنازة لنوال السعداوي لا علاقة له بالإجراءات الاحترازية لكورونا، كما أشاع البعض، فهذه رغبة الأسرة التي أرادت تنفيذ وصية الكاتبة الكبيرة بعدم مشاركة أحد في جنازتها سوى أبنائها وبعض من أفراد الأسرة المقربين، بحسب سكاي نيوز.
وأضافت: “تم تشييع الجثمان ودفنه الساعة الثامنة مساء أمس في مقابر الأسرة على طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر دون حضور أو مشاركة لأحد من الوسط الثقافي خصوصا وأن الأسرة لم تعلن عن موعد أو مكان الجنازة”.
وغيب الموت الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي، عن عمر ناهز الـ90 عاما داخل أحد المستشفيات الخاصة بمدينة القاهرة، بعد أن تدهورت صحتها في الأيام الأخيرة.
وولدت السعداوي عام 1931، بمحافظة القليوبية، وتخرجت في كلية الطب بجامعة القاهرة، وبدأت رحلتها مع الكتابة في مرحلة الشباب، وأصدرت عشرات الكتب التي تُرجم بعضها للغات أجنبية، كما خضعت بعض مؤلفاتها للمنع من التداول.
واشتهرت السعداوي بكونها إحدى أهم الكاتبات في حقوق الإنسان في العالم العربي، وكانت لها آراء وكتابات صادمة أحياناً في مجالات عدة، وقدمت نحو 80 مؤلفاً أدبياً وفكرياً، وترجمت أعمالها لأكثر من لغة.
وتشكل وعي السعداوي، في بيئة ثورية؛ فقد ولدت في قرية كفر طلحة، بمحافظة القليوبية شمالي القاهرة، وكان والدها الموظف بوزارة المعارف حينها، أحد الذي يناهضون الوجود الإنجليزي في مصر.
وتتركز حياة الأديبة المصرية الراحلة في محطات رئيسية؛ بداية من التحاقها بكلية الطب، ثم زواجها 3 مرات، ونشاطها السياسي والاجتماعي الممتد، ومؤلفاتها المثيرة التي تجاوزت الخمسين عملًا، ويعد أبرزها “مذكرات في سجن النساء”.