الى جانب مواقفه الحكومية اللافتة للانتباه التي اطلقها الخميس الماضي، ويبدو ستطيح باكرا اجتماع الاثنين بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ،الا اذا..، تضمّن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الاخير، كلاما “كبيرا” في بعضه، تهديدٌ مبطّن، وفي بعضه الآخر، تأكيدٌ على حجم “الدويلة” التي يرأس، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
على الصعيد الاول، المصادر تتوقف عند المغزى من قول نصرالله ان “الحزب” لن يشغّل سلاحه في الداخل لحل المعضلة الحكومية او تلك المالية، محذّرا في الوقت عينه، من أن ثمة من يسعى الى إشعال الحرب الاهلية في لبنان. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: من قال اصلا ان “الحزب” سيستخدم سلاحه للحسم؟ وهل هناك مَن طلب منه ذلك؟ ربما شارعه.
غير ان أحدا، حتى من خصومه الالدّاء، لم يشر علنا، على مر الايام لا بل الاشهر الماضية، الى امر كهذا، بل إن معارضيه يعتبرون ان “الحزب” يوظّف “هالة” سلاحه، سياسيا. وهو، في اطلالة الخميس، لجأ الى هذا الاسلوب! وعليه، تتابع المصادر، الخشية كبيرة من ان تكون تطمينات نصرالله هي في الواقع، “تنبيهات” لتذكير مَن يعنيهم الأمر، بأنه الاقوى وبأن سلاحه موجود وجاهز للاستخدام متى تدعو الحاجة “فلا تماطلوا كثيرا والا فإن سيناريو ٧ ايار ممكن ان يتكرر”.
اما على الصعيد الثاني، فنبرة نصرالله حين تحدّث عن ضرورة وضع حد لعمليات قطع الطرق، كانت نافرة ايضا. اذ بعد ان عدد مساوئ هذه الظاهرة، التي تفاقم مصائبَ الناس المعيشية وتنكّد عليهم يومياتهم، كما وأودت بحياة البعض منهم، ذهب الى التلويح بخيارات بديلة في حال لم تَحسم الاجهزة الرسمية هذه المسألة، وتنهيها تماما، قائلا ما معناه: نحن كحزب الله سنتصرّف، بزنودنا ورجالنا، اذا استمر قطع الطرق ولا نحتاج الى مساعدة من أحد!
وكان نصرالله شدد على أن واجب القوى الأمنية والجيش هو فتح هذه الطرقات، وذلك رغم الضغوط من بعض السفارات على الجيش اللبناني. كما أشار إلى أن الحزب سيعالج المسألة من جهة أخرى عبر العلاقات السياسية. وأوضح أنه إذا لم تنجح مختلف الوسائل في وقف قطع الطرقات فسيكون “للبحث صلة”.
هذا الكلام “التهديدي” ايضا، اذا ما اضيف الى امساك الحزب وحده بقرار الحرب والسلم في لبنان، يأتي ليؤكد مرة جديدة، كم ان الضاحية لا تعير اهتماما لا للدولة ولا لقوانينها ودساتيرها. وكم ان “دويلتها” متجذّرة وقوية ومستقلة، عسكريا واستراتيجيا وماليا ايضا. ومع الاسف، يدفع لبنان بأسره ثمن هذا التفوّق وثمن هذه الحالة الانقلابية التي ابعدت بيروت عن الاسرتين العربية والدولية.
المصدر: المركزية