كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:
“شي متل السحر”…
هكذا تدحرج سعر صرف الدولار في السوق السوداء سريعا على وقع زيارة الرئيس المكلّف سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون.
فانخفض سعر الصرف من الـ 16 ألف ليرة إلى الـ 10900 مساء أمس. قبل أن يستقر اليوم على الـ 11800 في حدّه الأقصى بعدما انخفض عن الـ 12100 ليرة لبنانية ظهرا. فما الذي حصل؟
الاستاذ المساعد في الجامعة اللبنانية، الدكتور في العلوم الاقتصادية علي حدادة، شرح في حديثه لـ “السياسة” ما يحصل قائلا:” إن عدنا تاريخيا لمراقبة الدولار نلاحظ أنّ سعر الصرف في كلّ فترة يرتفع كثيرا ثمّ يعود لينخفض قليلا”.
وأضاف:” ما حصل مؤخرا يرتبط بشكل مباشر بما أشيع عن قرب ولادة الحكومة والحديث الإيجابي عن تسويات مرتقبة وزيارة الحريري.. كلّ هذه التفاصيل أخافت الناس”. مفسّرا:” نفذّ المواطنون هجوما “عكسيا” هذه المرّة أي أنهم تهافتوا لبيع الدولار على سعر مرتفع قبل أن يتراجع لضمان الأرباح وهذا ما ساهم بانخفاض سعر الصرف في السوق الموازية”.
وأضاف:” أوقفت الدولة ايضا ملاحقة الصرّافين، فبعد تسكير بعض محال الصيارفة صار الناس يلجأون إلى السوق السوداء. وتوقيف الملاحقات خفف الضغط على السوق السوداء”.
مشيرا إلى أنّ الدولة وفّرت للكهرباء 200 مليون دولار ما أشعر الناس بأنّ الأمور ليست بهذا السوء. وتابع:” في فترة آخر الشهر أنفق المواطنون ما يملكون باللّيرة اللّبنانية، وعليه فإنهم بدأؤوا ببيع دولاراتهم”.
إذا، عوامل عديدة مجتمعة أدّت لخفض سعر الصرف بعدما حلّق سريعا في الفترة الماضية. لكنّ الأهم يكمن الآن في معرفة ما إذا كنّا مقبلين على انخفاض أم معاودة ارتفاع لدولار “السوداء”.
هنا، أكدّ حدادة أنّ يوم الإثنين المقبل ” إن لم تُشكّل الحكومة أو كانت الأجواء سلبية فهذا يعني أنّ سعر صرف الدولار في السوق السوداء سيعاود الارتفاع مجددا”.
ألمصدر : السياسة