جاء في “الشرق اللبنانية “:
عوض ان يزفّ قصر بعبدا نبأ تشكيل حكومة انقاذ طال انتظارها للبنانيين ليخرج من مئذنته الدخان الابيض، بشّر وزير الطاقة في الحكومة المستقيله ريمون غجر من منبره الشعب بعتمة شاملة ستزيد الى ايامهم السوداء سوادا والى اوضاعهم المنهارة انهيارا تمهيدا لبلوغ محطة «جهنم». نعم، في قطاع انفق لاجله نصف دين لبنان العام و»الحبل عالجرار»، سيقبع الناس في عتمة لن يكسر حدتها سوى اطارات ستشتعل تعبيرا عن غضب وقهر ومرارة لا حدود لها تشبه النفوس المشتعلة حقدا على الطبقة الحاكمة التي لن تجد قريبا من تحكمه، ان لم تسارع الى لملمة فضائحها المُدوية فتشكل حكومة تلبي شروط المجتمع الدولي.
المجموعة قلقة
مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان اجتمعت امس «لتقييم الأوضاع في البلاد، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انفجار مرفأ بيروت المأساوي. ولاحظت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في لبنان، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا، وأعربت عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة في البلاد، بما في ذلك الاحتجاجات الأخيرة. ودعت المجموعة إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات بهدف حماية حقوق الإنسان. كما ودعت إلى تحقيق المحاسبة والعدالة عبر تحقيقات ذات صدقية وشفافة وسريعة في انفجار مرفأ بيروت ومقتل السيد لقمان سليم. وفي سياق هذه التطورات، اشارت مجموعة الدعم الدولية بقلق إلى أن سبعة أشهر قد مضت منذ استقالة الحكومة الأخيرة، ما أعاق قدرة لبنان على معالجة التحديات السياسية والاجتماعية والمالية والاقتصادية والمؤسساتية المتفاقمة والتي تزداد تعقيداً وعلى تلبية الحاجات والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني. وكررت المجموعة دعوتها العاجلة لقادة لبنان لعدم تأخير تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وقادرة على تلبية احتياجات البلاد الملحة وتطبيق الإصلاحات الحيوية…»
وفرنسا تنتقد
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان للصحافيين: «قد أميل للقول بأن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلدًا يواجه مخاطر، جميعهم أيا كانوا»، مستنكرًا تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر انهيار البلاد.
تدهور وجمود
في الاثناء، الوضع الحياتي من سيئ الى الاسوأ والاتصالات بين اهل الحكم، لتشكيل الحكومة على حالها من الجمود السلبي، بحيث لم يسجل اي جديد على خط مبادرة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، على رغم قوة الدفع التي احدثتها في الايام الاخيرة.
نحو العتمة
وفيما بدأت بعض محطات الوقود تقنن التعبئة لزبائنها وبعضها الآخر يرفع خراطيمه، بشر وزير الطاقة اللبنانيين بالعتمة التي باتت وشيكة. اذ اكد غجر من قصر بعبدا «اننا وضعنا الرئيس ميشال عون في جوّ الضغط الذي نعمل به كي لا نصل إلى العتمة واستنفذنا كل الإمكانات ونحن بحاجة إلى مساهمة ماليّة والى سلفة ١٥٠٠ مليار ليرة لاستيراد الفيول ..
وهكذا يعود تيار العتمة الى ابتزاز اللبنانيين مجدداً: السلفة للفيول أو لا كهرباء ومولدات!
عبث سياسي
في المقابل، وصف عضو لجنة المال والموازنة النيابية النائب نقولا نحاس لـ»المركزية» اقتراح النائب خليل بالعبث السياسي مستغربا طرحه في غير أوانه وزمانه خصوصا وهو الادرى بحال الخزينة العامة كونه تسلم مهام وزارة المال اكثر من مرة. وأسف نحاس لاستمرار هذا النهج السياسي والمالي المتبع وكأن لا ثورة جياع على الارض ولا قطع طرقات وتقطيع لاواصر البلاد الذاهبة الى المجهول ان لم نقل جهنم.
الجيش يواكب
وفيما انكفأ الناس من الطرقات لليوم الثاني على التوالي، ويستعدون للتحرك الجمعة بالتزامن مع الجلسة العتيدة والسبت في ساحة الشهداء، اعلنت قيادة الجيش ان وحدات من الجيش ستتخذ إجراءات أمنية استثنائية في محيط مكان إقامة الجلسة في الأونيسكو والطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إليه. ودعت المواطنين إلى التجاوب مع التدابير المتخذة حفاظاً على الأمن والاستقرار.
عون – عكر
وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، وعرض معها الأوضاع العامة في البلاد بعد التطورات الأمنية الأخيرة، وعمل المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع.
كذلك التقت عكر رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الايراني في الخارجية
من جهة ثانية، التقى وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزينيا، . ويأتي هذا اللقاء بعد ان امتنع السفير الايراني عن الحضور الى الخارجية وتلبية استدعاء وهبه له لمساءلته عن اساءة قناة العالم الايرانية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.