من هُم حول رئيس الجمهورية ميشال عون هُم الفساد والإفساد والمتورطون بكل الفضائح المالية، فهل هذا مشهد قصر بعبدا أو مشهد القصر زمن الوصاية السورية؟”… كلام ليس من باب الافتراء ولا من باب شهادة الزور والخصومة، إنما هي شهادة “شاهد من أهل” البيت العوني، المستشار الرئاسي السابق جان عزيز، في معرض إبداء الحسرة على ما آل إليه العهد العوني الساقط في قبضة “مجموعات الوصاية”. وبمعزل عن كلام عزيز المبعد من الدائرة الرئاسية اللصيقة بعون، والأدرى بخبايا القصر وشعابه، فإنّ المتهم الأول بـ”السطو” على العهد وتياره هو رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي يحمّله العونيون السابقون مسؤولية القضاء على تاريخ ميشال عون وإنهاء مسيرته النضالية بأبشع صورة سلطوية.
ورغم ذلك، لا يزال باسيل يقفز فوق الواقع “الجهنمي” الذي أوصل إليه العهد والبلد، نحو حلبات معارك دونكيشوتية تحاكي تارةً الاستقتال لتحصيل حقوق المسيحيين، وتارةً أخرى التصدي لمحاولة “انقلابية على رئاسة الجمهورية”، كما جاء في بيان تكتله النيابي أمس، واضعاً نفسه في خندق الدفاع عن عون “وموقعه وما ومن يمثل”.
ولم يغيّر الغضب الشعبي في الشارع بعد ما في نفس المنظومة السياسية ويدفعها الى تأليف حكومة، بل تواصِل في دفع البلاد الى مزيد من الانهيار والخراب الاقتصادي والمالي والمعيشي، مُديرةً الأذن الصماء الى انين الجوعى من اللبنانيين، ومستمرة في مماحكاتها وكيدياتها والتنازع على حصص وزارية في حكومة تدير الخراب الذي صنعته بأيديها، فإقفال الطرق يتواصل منذ ايام فيما الطريق الى الحكومة الموعودة مقفل منذ اكثر من اربعة اشهر والى مزيد، ما يعني انّ الأزمة مستمرة والى مزيد ايضاً، إذ مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من ابو ظبي علم انه قد يزور خلال الأيام المقبلة اكثر من عاصمة خارجية، ما يؤشّر الى انّ ولادة الحكومة لا تزال مستبعدة قريباً، الا اذا حصلت مفاجأة، أي “نكاية” بطرح البطريرك الراعي بالتدويل، يلجأ الممانعون إلى تشكيل حكومة.
وترافقت عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت مع اقتراب الحراك الراهن، وهو الثالث من نوعه منذ 17 (ت1) 2019، من انهاء اسبوعه الاول، مع حركة «كر وفر» بين الاقفال وإعادة فتح الطرقات من اوتوسترادات الجنوب والشمال والبقاع والشوارع الرئيسية في مدن بيروت وطرابلس وصيدا، من دون ان تنجح حملات التشويش على الحراك، ومحاولة نصب عداء بين المتحركين في الشارع والمواطنين، الذين ينتقلون على هذه الطرقات ذهابا وايابا من والى منازلهم واعمالهم.
المصدر: صوت بيروت