خاص : شادي هيلانة “سكوبات عالمية ”
الدولة تعتمد سلطة الاكراه، وتعمد الى قمع التعبير السياسي – الاجتماعي المشروع، وهذا نذير شؤم للديمقراطية اللبنانية ويعيق تقدمها الى الأمام.
وما أُخذ بالقوة سيُسترد بالقوة، في إشارة إلى حقوق الشعب اللبناني، دون ان نعرف السبب الذي يجعل السلطة تمتنع عن الاستجابة لمطالبه، وهذا ما يدفع المحتجون للمطالبة بتغيير نظام الحكم في البلاد، وتشكيل حكومة اصلاحية تحارب الفساد، ووضع حدّ للاحزاب السياسية في تقاسم الوزارات فيما بينها.
لا مشكلة بين الجيش والمواطنين
في هذا الاطار، أكد مصدر امني سابق أنّ لا مشكلة بين المواطنين والجيش وكافة القوى الامنية، انما المشكلة مع السلطة السياسية التي زجّت بعناصر هذه المؤسسات في مواجهة المواطنين، فالجيش يقف إلى جانب الشعب اللبناني المرهق من الامور الحياتية المحقة، والذي يطالب بحكومة تلبي الطموحات، والجيش ملتزم بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي، بعيداً من إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالهم للقيام بأعمال شغب”.
ولفت المصدر الى انّ الساحات الكبرى تتسع للكل، ومن حق المواطن التظاهر والتعبير عن رأيه بحرية تامة كما نصّ القانون، الّا انّ استفزاز الشارع الآخر غير مقبول وهو يشكل همّا المواطنين غير المشاركين في التظاهرات، فيما القلة اليوم هي التي تقطع الطرقات وتدفع الى ذلك، وهي تصرفات اذا ما استمرّت فستؤدي الى صدام لا يُحمد عقباه، خاصة وأن القوى الأمنية والجيش سيضربان بيدّ من حديد لحماية الأمن والسلم الأهلي.
تشويه الحقائق
ومن جهة أخرى، قال مصدر سياسي مقرّب من التيار الوطني الحر عبر وكالة “اخبار اليوم”: ليس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من يؤخّر تشكيل الحكومة وهو يريدها اليوم قبل الغد، ولكن من دون أن يدخل لبنان في المجهول، ويرفض الفراغ الطويل الامد، وصلاحيات الرئيس تفرض عليه الحرص على تشكيل حكومة فاعلة.
وتمنى المصدر الا يشوه أحد الحقيقة من خلال القول ان الرئيس عون يتعدّى على صلاحيات غيره، مشددا على اهمية ان تعبر الحكومة تعبّر عن مطالب اللبنانيين وبخاصة في مكافحة الفساد.
الرئاسة ليست “كبش محرقة”
وتابع المصدر: تجري سلسلة اتصالات ووساطات لكن علينا إنتظار نضوجها، وتدور حول الاتيان بوجوه ترضي الشارع ولا تستفزه، مع العلم ان الحاجة اليوم هي لحكومة مختلطة تضم اخصائيين كما سياسيين ولكن غير متورطين في الفساد، داعياً ومشددّاً على ان دور الرئيس عون كما كل الافرقاء، انقاذ الوضع الاقتصادي والمالي”.
وعن سؤاله: ماذا لو توجه المحتجون الى بعبدا ..فهل سيقوم التيار بمواجهتهم!؟ اصرّ المصدر، وعن لسان مناصري “التيار” بأن يلتزم المتظاهرون بالكلام اللائق والتهذيب، وعدم قطع الطرقات، او التعرض الى موقع الرئاسة وشخص الرئيس.
امّا قصر بعبدا فهو بيت الشعب، والجيش اللبناني مولج بحماية المؤسسات الوطنية، ولا يجوز ان يكون الرئيس “مكسر عصا”.
وختم المصدر: فليذهبوا الى من سرقهم واوصلهم الى الهاوية، فموقع الرئاسة والرئيس عون لن يكونا “كبش محرقة” !