المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
الخشية من تسوية جديدة تنتج الطبقة نفسها
من جاء بهذا النظام السياسي الفاشل؟ ومن يحمي الفاسدين وهذا الفساد الكبير!؟، وكيف وصل لبنان إلى هذا المنحدر الخطير بحيث اصبح ضعفه وتشتته صورة مماثلة لتلك التي رسمتها له دول إقليمية، وعلى رأسها ايران واسرائيل . بدستورٍ شجع على شرذمة البلاد ونشر الطائفية والمحاصصة، والأخطر هو تنصيب وحماية كل النماذج التي اعتبرت ونفذت هذه السياسات والأجندات والتستر على فسادها وجرائمها.
حتى اصبح لبنان، الذي انجب سياسيين من طرازٍ عقيم لا يستطيع ان يلد ساسة كفوئين قادرين على انتشاله من هذا الوضع المزري.
فلبنان بحاجة ماسة إلى حكومة، لانتشاله من أزمته الاقتصادية والمالية المتفاقمة، التي هزتّ الثقة في نظامه المصرفي. وقالت دول مانحة أجنبية إنها ستقدم الدعم فقط في حال وجود حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات.
لكن شروط التأليف متوجهة الى مكان آخر، وهي تسوية جديدة تمهد لانتخابات 2022، تنتج الطبقة نفسها، حيث يقول مصدر سياسي بارز عبر وكالة “اخبار اليوم”: الحكومة ستتحوَّل إلى حكومة انتخابات بامتياز، لانّ رئيسها سيكون مرشحاً ووزرائها، والكتل النيابية التي اوصلتهم، فمن الطبيعي انّ يكونوا مرشحين باستثناء قلة قليلة من بينهم، وهنا يُطرَح السؤال الجوهري:
كيف سيكون تعاطي الحكومة مع الملفات المتراكمة والملفات الداهمة من الانهيارات في الدولة وانفجار الشارع، إذا كان كل وزير سيفكِّر بالكتل الإنتخابية وحلفائه في اللائحة المقفلة !؟ فإنَّ أكثر ما يخشاه المواطن العادي هو أن تتحوَّل الوزارات إلى مكاتب انتخابية للأنصار وللمفاتيح الإنتخابية.
يضيف المصدر : من المعروف والمنتظر أنه سيكون هناك مزايدات وحملات لمحاولة تغيير القانون الانتخابي، وتمكين حزب الله وحلفائه لينالوا اكثر من ثلث النواب للحصول على الاغلبية في المجلس النيابي. ويشير الى أنّ من يتمسك في تعطيل تشكيل تلك الحكومة، يلجأ إلى ابتزاز كبير، ويريد ضمانة انتخابية بالإبقاء على “قانون باسيل”، او لا انتخابات، لهذا يريد الفريق التابع لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون “الثلث المعطل”، ليضع شروطه بالتهديد والتعطيل ووضع العراقيل وغيره، وبالتالي سيكون هناك خطراً يطيح بالحكومة والرئاسة ومجلس النواب.
ويختم المصدر : وضع الشروط حول تشكيل الحكومة، هو محاولة لإعادة النائب جبران باسيل إلى الساحة ومحاولة فرضه بالإكراه على المشهد السياسي اللبناني.