السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةإقتصادالدولار الى أين… كيف… ومتى تشتري ومتى تبيع؟

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

الدولار الى أين… كيف… ومتى تشتري ومتى تبيع؟

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

كتب الدكتور فادي خلف  الخبير في الأسواق المالية:

بين المضاربة والمنحى الرئيسي للدولار يضيع المواطن ويستفيد المضاربون. لقد بُنِيَت الأسواق المالية وللأسف على اسس يستفيد بموجبها العارفون من عدم دراية من لم يتمرّس بالمهنة المصنّفة الأصعب عالمياً. متى يرتفع ومتى يهبط الدولار؟ متى تشتري ومتى تبيع؟
يتحرك الدولار في ثلاثة مراحل: المنحى العام، الإرتدادات التصحيحية والتقلبات الأفقية.

المنحى العامTrend : لا أكشف سراً عندما أقول إن منحى الدولار سيبقى الى ارتفاع لسنوات وليس لأشهرٍ، فالكل صار يعلم بأن العودة الى ما كنا عليه من تثبيت لسعر الصرف أصبحت مستحيلة. ما يحدد هذا المنحى من دون أدنى شك هو الوضع الإقتصادي للبلاد ليس فقط بحاضره، إنما بما هو متوقع لمستقبله. لبنان يتجه الى عدة استحقاقات صعبة؛ مشارفة الإحتياطي من العملات الأجنبية على النضوب، رفع الدعم، إفلاس الشركات، تزايد البطالة، الفساد المستشري، والصراعات السياسية… واللائحة تطول وتطول. وبناءً عليه ما من جدلٍ حول المنحى العام التصاعدي للدولار مقابل الليرة.

الإرتداداتCorrection : وهي حركات تصحيحية قوية ناتجة عن “عسر هضم” للإرتفاعات التي سبقتها. وتحدث هذه الإرتدادات عندما يرتفع السعر بشكل سريع الى مستوياتٍ قياسية (Too High too Soon).

ماذا نعني بالسرعة والمستويات القياسية؟ إرتفع الدولار بين تشرين الأول 2019 وحزيران 2020 من 1500 ليرة الى ما يقارب 10000 ليرة، أي 566% في غضون تسعة أشهر فقط. هذا الارتفاع غير المسبوق تم خلال فترة وجيزة لم يشهدها الدولار حتى خلال سنوات الحرب (للتذكير، خلال العام 1987 ارتفع الدولار بنسبة 423% خلال سنة واحدة). إن الإرتفاعات منذ تشرين الأول 2019 تأتي بعد استقرار طويلٍ دام ما يزيد عن العقدين، وهذا أشبه بإنسان أكل بسرعة كمية تساوي أضعاف ما كان يأكله عادة. من الطبيعي أن يتوقف عن الأكل، لا بل أن يصاب بعسر الهضم، وتلزمه فترة استراحة ليهضم الطعام. من هنا رأينا الدولار يرتد بعد بلوغه مستوى 10000 ليرة الى سعر 5800 ليرة لفترة وجيزة قبل أن يعاود الارتفاع.

هل هذا يعني أن عسر الهضم انتهى؟ نعم ومنذ عدة أشهر، فالارتدادات، كما ذكرنا أعلاه، ردة فعل تأتي مباشرة بعد الإرتفاعات السريعة، وتسببها عمليات جني الأرباح. أما عملية الهضم بحد ذاتها فتستوجب فترة أطول، وتأتي عامة بشكل تقلبات أفقية (من دون أن ندخل في باقي الاشكال التقنية الأكثر تعقيداً).
التقلبات الافقيةConsolidation : هدفها هضم الإرتفاعات السابقة تحضيراً للإنتقال الى مستويات أعلى. هنا يأتي الدور الأساسي للمضاربين. هدفهم الأول أن يبتاعوا منكم الدولار على أسعارٍ منخفضة وبيعه لكم من جديد على أسعار مرتفعة. كلما قويت التقلبات الافقية وطالت كلما زادت مكاسبهم. ولكن التقلبات الحادة تستوجب أخباراً تفاؤلية تليها أخبار تشاؤمية (أو العكس). ولبنان من البلدان التي تعشق الأخبار. خبر من هنا، إشاعة من هناك، فيهبط الدولار خلال صعود الرئيس المُكَلَّف الى القصر الجمهوري، ويعود ويرتفع بعد خروجه منه. فاذا بك تبيع على 8500 وتعود وتشتري على 9500 ليرة. وهكذا دواليك والمضاربون لك بالمرصاد في تقنية تُعرف بمصطلح “نحت السعر”Sculpting ، هذه التقنية تجعل السعر يتأرجح في هامش واسع في البداية ثم يضيق مع الوقت حتى يصبح رقم 8500 ليرة للدولار رقما عادياً لدى اللبنانيين، وينسى الجميع انهم كانوا يعتبرونه ضرباً من خيال لسنة خلت.

وماذا بعد أن تجاوزنا مرحلة الاعتياد على سعر 8500؟ أتت مرحلة نحت الهامش التالي بين 8500 و 10000 ليرة، وتعاد الكرّة من جديد في صعود وهبوط، الى ان يتعوّد اللبنانيون على هذا الهامش. حينها يبدو سعر 8500 متدنياً للعموم، وتسمع البعض يقول في أيام التفاؤل “اليوم هبط الدولار الى 8500 ليرة”، وهذا ما سمعناه منذ أسابيع. هكذا تكون عملية الهضم اكتملت لتفتح القابلية على إرتفاعات وهوامش جديدة تتجاوز 10000 ليرة.

الى أين قد يصل الدولار في العام 2021؟ ترجح التقديرات أن يراوح سعر الدولار ما بين الربيع ونهاية العام ما بين 13000 الى 20000 ليرة للدولار الواحد. قد تخطئ هذه التقديرات أو قد تُصيب، ولكن الأهم يبقى كيفية تعامل المواطن مع التقلبات الآتية حتى لا ينهش المضاربون بلحمه مرّات ومرّات ويسلبونه آخر ما تبقى من مدخراته. ومن أجل ذلك من المفيد أن يراجع اللبنانيون حركة الدولار بين عامي 1983 و1992، ويتعلموا منها لتفادي الوقوع في المطبات عينها. فمن الأقوال المأثورة في الأسواق المالية “أن التاريخ وإن لم يُعِد نفسه في كل مرّة لكنه حتماً يتناغم مع ماضيه”.

أما لِمَنْ ما زالت تذهله المستويات المرتفعة للدولار، وقد عانت الليرة ما عانته من أمة تباهت بسارقيها وسخرت من طيّيبيها، ومن أمة نهشت لحمها بأسنانها وراحت تستعطي من هذا وذاك، اسمع الليرة تردّد مترنحة مع أبو نواس “تعجبين من سقمي، صحتي هي العجب”.

 

المصدر: اقتصاد لبنان 

Ads Here




مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة