“نشر “ليبانون ديبايت” لإستال خليل:
بين مع الحياد وضده، ينقسم الشارع اللبناني اليوم… وآخر صرخة كانت من بكركي يوم السبت، حيث صرخ الآلاف بصوت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، دعماً للحياد الإيجابي. ولكن هل ما يحصل هو بداية شرارة لحرب ما؟
تقول الوزيرة السابقة د. مي شدياق في حديث عبر “ليبانون ديبايت”: “ما حدا يهدد التاني بالحرب، إلّا إذا إسرائيل قررت الاعتداء علينا أو اذا قرر فريق افتعال حرب انطلاقا من الجنوب، لغايات نابعة من مصالح المحور الإيراني، وجرّ لبنان إلى ما لا تُحمد عقباه من دمار لكل البنى التحتية على الأراضي اللبنانية كافةً، وسقوط مئات الضحايا كما حصل في الـ2006، ثم القول: لو كنت أعلم … كل شي معقول”.
وتابعت: “نحن حتى اليوم، لم نفهم ما حصل في مرفأ بيروت، من خزّن ومن فجّر… فعندما ينسّقون مع بعضهم تحت الطاولة من أجل مصالحهم المشتركة، نحن كشعب لبناني نكون جميعاً في صفوف الضحايا … هل أكدوا لنا إن كانت إسرائيل هي التي ضربت العنابر التي قد يكون حزب الله وسوريا خزّنا فيها مادة نيترات الأمونيوم؟ لماذا يعرقلون المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية؟”
وأضافت: “نحن شعب ضحية لسياسات أهل البيت، التي تبدّي مصالح المحاور الإقليمية على المصلحة الوطنية، ولمطامع الأعداء، بالوقت نفسه”.
من جهة ثانية، أسفت شدياق لما جاء في بيان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان عن أن “الحياد ليس وطنيا، وقرار السلم والحرب لا ينتظر جمعيّة خيريّة أو تسوّل في الأمم المتحدة”.
وقالت: “غبطة البطريرك لم يقل يوماً إنه يريد التدويل للبنان، بل دعا إلى مؤتمر دولي لمساعدة البلاد في النهوض من الوضع المهترئ الذي نمرّ فيه، وبمعطيات لبنانية ووفقاً لطروحات لبنانية. وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها لبنان إلى الأمم المتحدة لمساعدته في حل مشاكله، والقرارات الاممية وآخرها القرار 1701، التي توسط حزب الله مع الرئيس السنيورة للتوصل اليه، أكبر دليل على ذلك”.
وأردفت شدياق قائلة: “على كل حال، بكركي المترفعّة عن صغائر الحسابات الداخلية تتوجه إلى المجتمع الدولي مرفوعة الرأس ولا تتسول! لبنان عضو مؤسس في الأمم المتحدة والجامعة العربية والحياد وعدم الانحياز موجودان في الدستور، لذا لا يزايدنّ علينا احد! هذا كلام مردود لأصحابه المحدودين بمحاورهم الإقليمية التي تعطيهم التعليمات وتزودهم بالمال والعتاد العسكري الذي يستقوون به!”.
وأضافت شدياق: “هيدي العنتريات اللي عم يطلعوا فيها ما بتليق برجال دين، بدّهم يروقوا شوي ويفهموا فحوى الموضوع”، داعية لتخفيف “سياسة الإستقواء والإستعلاء والإستكبار التي يتعاطى فيها البعض، على أساس انهم وحدهم الذين يدافعون عن لبنان، فكل مواطن دافع ويدافع عن لبنان على طريقته وبوجه كافة الاحتلالات والوصايات، فنحن أيضا لعبنا دوراً كبيراً بإخراج الوصايات والإحتلالات وعلى رأسها الجيش السوري والمليشيات الغريبة، وما نأمله اليوم هو استعادة سيادة لبنان بالمعنى الحقيقي للكلمة”.
وقالت: “ليس لأي فريق بالجميل على الآخر، وما حدا يربّحنا جميلة! نحن جميعنا مع اندحار العدو الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية… ولكن ماذا بعد! كل ما نريده هو بلد يتعاطى فيه اللبنانيون بأخوّة، بعيداً عن سياسة الغالب والمغلوب”.
وتابعت: “آن الأوان كي لا نسكت كما طلب منا البطريرك: “لا تسكتوا”… ورسالة غبطته “حررنا الأرض فلنحرر الدولة” كانت واضحة جدّاً، فليفهموها!”
وقالت: “أساليب التهديد ما بتقطع معنا بقى… لا البطريرك بيتهدد ولا بكركي بتتهدد”، مضيفة: “نحن لسنا مستعدين أن نعتبر أن هناك من هو أحق منّا في البلاد لأنه يقاوم إسرائيل. البطريرك دعا إلى الحياد الايجابي ونحن لسنا مسؤولين عن حلّ كل مسائل المنطقة على حسابنا. لقد تعبنا: نريد أن نعيش أحرار بأمان وازدهار!”
وأضافت: “آن الأوان لحزب الله أن يتخلى عن سلاحه غير الشرعي ويعمل كأي حزب او مكوّن لبناني اخر ضمن إطار الدولة والشرعية والمؤسسات. فائض القوة لا ينفع في المعادلة اللبنانية. ليتعالوا عن الهرطقات والمناكفات ويدخلوا في جوهر الموضوع… وإذا فكرهم عم يعلّوا الصوت ليحطوا إيدهم عالبلد كله عبر سياسة “القضم”، ونصير كلنا تابعين لإمرتهم، فهم مخطئون كثيراً”.
ورأت شدياق أنه “لا يمكن لفريق واحد أن يتحكّم بلبنان، مهما علا شأنه، فعلينا أن نتكاتف مع بعضنا ونتحاور لننظّم دولتنا لتصبح دولة قابلة للحياة”