شنت طائرات حربية أميركية غارات على مواقع إيرانية في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، ما أسفر عن مقتل 17 مقاتلاً موالياً لطهران على الأقل، إضافة لتدمير 3 شاحنات محملة بذخائر عسكرية قادمة من العراق، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة.
وجاءت الضربة الأميركية بعد هجمات شنتها قوات موالية لإيران على قوات التحالف الدولي في العراق والمنطقة الخضراء في بغداد، إضافة لاستهداف قاعدة جوية في أربيل تتمركز فيها قوات أجنبية بقيادة الولايات المتحدة في 15 شباط الجاري، ما أودى بحياة متعاقد مع القوات الأميركية.
وأكدت الولايات المتحدة غضبها الشديد من الهجمات الصاروخية ضد التحالف في العراق، مشددة على أنها ستختار الوقت والمكان المناسبين للرد.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الإثنين الماضي، للصحافيين: “رأينا التقارير عن الهجوم الصاروخي اليوم…كما قلنا لكم بعد الهجوم المأساوي في أربيل، نشعر بغضب من الهجمات الأخيرة”.
وفي هذا السياق يقول الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دنيس روس: “فهمت الإدارة الأميركية أنه عليها إجبار القوات الإيرانية دفع ثمن تلك الاعتداءات المتكررة”، والآن حينما وجه الجيش الأميركي ضربات إلى شرق سوريا، أكد البنتاغون أنه استهدف بشكل مباشر قوات مدعومة من إيران، بحسب صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية اليوم الجمعة.
واعتبرت التقارير، أن الهجمة الأميركية في شرق سوريا، هي رد مباشر على الهجمات الصاروخية ضد الولايات المتحدة في العراق.
وأكدت رويترز، أن الضربات الأميركية بدت محدودة النطاق، ما قد يقلل خطر التصعيد بين واشنطن وطهران.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان: “بتوجيه من الرئيس جو بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق هذا المساء غارات جوية على البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في شرق سوريا”.
وأضاف المتحدث، أن الضربات دمرت عدة منشآت عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من القوات المسلحة المدعومة من إيران، بما فيها “حزب الله” و”سيد الشهداء”.
وأكد روس، “لا شك أن الإدارة الأميركية أرادت التصرف بطريقة تحد من رد الفعل السلبي على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وحكومته، ولذلك استهدفت الضربة الأميركية مواقع إيرانية في شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق”.
وقال روس، إن الهجوم يهدف لإظهار استعداد واشنطن للرد العسكري إذا واصلت القوات الإيرانية هجماتها على منشآت التحالف والقوات الأميركية في العراق والمنطقة.
وتابع روس “كانت الضربة الأميركية محدودة لكنها أظهرت أن الولايات المتحدة ستستخدم القوة وستفعل المزيد إذا واصلت قوات إيران انتهاكاتها”، موضحاً أنه إذا استمر الإيرانيون في الضغط علينا، بما في ذلك استخدام قواتهم، فإننا سنقابل ذلك بالرد المناسب، وسنرى إذا فهم الإيرانيون الرسالة أم لا”.
من جهته يقول الخبير الأميركي جوناثان شانزر، إن الهجمات كانت مباشرة، مستبعداً اندلاع حريق أوسع عقب تلك التوترات المحدودة”.
وقال للصحيفة الإسرائيلية: “باختصار، كانت الضربات رمزية إلى حد كبير”.
وأضاف شانزر”ومع ذلك، فإن الرد المحدود على إيران ووكلائها، في وقت مبكر من عهد إدارة بايدن، أفضل من عدم الرد على الإطلاق”. وقال “إنها رسالة إلى النظام في إيران مفادها أن الإدارة الجديدة لا تخشى الرد على الاستفزازات، وأن التصعيد ممكن”.
المصدر: لبنان 24