حذّر الباحثان كريستيان ألكساندر وجورجيو كافييرو من أنّ مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن الرامية إلى إشراك دول الخليج و”إسرائيل” في محادثات الاتفاق النووي الإيراني “غير واقعية”. وفي تقرير نشره مركز “دراسات السياسة الدولية” الإيطالي، رجح الباحثان أن يتشاور المسؤولون الأميركيون مع نظرائهم في الرياض وأبو ظبي و”تل أبيب” وأن يوفروا لهم “بعضاً من التطمينات” وأن يطلعوهم على التطورات الجارية، مستدركين بالقول: “إلاّ أنّ مشاركتهم في طاولة المفاوضات متعذرة”.
في قراءتهما، أكّد الكاتبان أنّ إيران لن “توافق أبداً” على التوسط في إحياء الاتفاق النووي، إذا ما توسعت طاولة المفاوضات لتشمل السعودية والإمارات و/أو إسرائيل. وفي هذا الإطار، توقعت الخبيرة في الشؤون الإيرانية والأستاذة في جامعة “جورج تاون”، شيرين هانتر، إقدام إيران على وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا ما طلبت القوى الغربية توسع دائرة المشاركين في المفاوضات.
وشرحت هانتر وجهة نظرها بالقول: “إنّه اتفاق مبرم، تم التفاوض عليه لسنوات ثمّ وقِّع ونُفّذَ”، مستدركةً: “يمكن إشراك الدول العربية في محادثات المتابعة حول المسائل الإقليمية. في ما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، المسار واحد ويتمثّل بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق وعودة إيران إلى الامتثال الكامل. ومن شأن أي مسألة تتخطى هذه الحدود، أن تكون مشمولة في مفاوضات جديدة”.
وبحسب الباحثيْن، تدرك إيران أنّ السعوديين والإماراتيين، إذا ما تمكنوا من استخدام حق النقض على مستوى اتفاقات مجموعة “5+1″، سيدرجون المسائل غير النووية (مثل رعاية إيران للمجموعات المسلحة في العالم العربي) في إطار اتفاق نووي “جديد” و”أفضل”. وكتب الباحثان: “ستلقى الدعوات إلى توسيع نطاق خطة العمل المشتركة الشاملة لتشمل مسائل غير نووية رفضاً شديداً من جانب طهران”، مرجحيْن أن تطالب الرياض وأبو ظبي بموافقة إيران على عدم تخصيب اليورانيوم بالمطلق.
“المشاكل مع الجيران تُحل مع الجيران”
من جانبه، تحدّث المحلل المتخصص بالشؤون الإيرانية حمدي رضا عزيزي عن موقف إيران الثابت من أنّ “حل مشاكلها مع جيرانها ممكن عبر الحوار المباشر مع الدول الإقليمية فحسب، من دون أي وجود أو ضغط أجنبييْن”. أمّا المحلل الجيو-استراتيجي، علي أحمدي، فاعتبر أنّ الصقور في واشنطن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقفون وراء الضغوط الرامية إلى إشراك الرياض وأبو ظبي في مفاوضات الاتفاق النووي الجديدة، قائلاً: “يُحتمل أن تكون لديهم دوافع خفية مثل بيع أسلحة للرياض”.
قد لا ترفض إيران وحدها مشاركة الخليج و”إسرائيل”، ففي تحليلهما، توقع الباحثان رفض الصين وروسيا انضمام أطراف جديدة إلى الاتفاق النووي، قائليْن: “يعود ذلك بشكل أساسي إلى إدراك بكين وموسكو أنّ طهران لن توافق على ذلك أبداً”.
في آخر موقف له بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، أعلن بايدن، أنّ “إدارته مستعدة للتفاوض مع إيران حول الاتفاق النووي”، مشدّداَ على ضرورة التصدي لأنشطتها “المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.
وقال بايدن، في مؤتمر ميونخ للأمن: “لقد أكدنا أننا مستعدون لاستئناف مشاركتنا في المفاوضات ضمن مجموعة 5+1 بشأن البرنامج النووي الإيراني”، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها يجب أن “تتصدى لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
المصدر: لبنان 24