تحت عنوان “أزمة العملة تترك خزائن سُفَر اللبنانيين فارغة”، استعرضت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تداعيات الأزمة التي تعصف بلبنان، محذرةً من أنّ الجوع يهدّد بإعادة إشعال فتيل الاضطرابات مع ارتفاع سعر صرف الدولار وتحليق معدل التضخم.
وفي تقريرها، أوضحت الصحيفة أنّ الأزمة المالية المندلعة منذ أكثر من عام والمتفاقمة جرّاء جائحة فيروس كورونا تسببت بتضخم مفرط وبفقدان وظائف وبتزايد حاد لنسب الفقر، مشيرةً إلى أنّ 20 ألف ليرة لبنانية بات تساوي نحو دولاريْن و20 سنتاً في السوق الموازية، بعدما كانت تعادل نحو 13 دولاراً قبل عاميْن تقريباً.
وأضافت الصحيفة بالقول إنّ ربع العاملين بدوام كامل في القطاع الخاص فقدوا عملهم بين عاميْ 2019 و2020، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو الخمس في العام 2020.
وإذا أكّدت الصحيفة أنّ انفجار المرفأ في 4 آب الماضي فاقم المشاكل الاقتصادية، أوضحت أنّ الفئات الأضعف في لبنان تتأثّر بشكل خاص بـ”أزمة الدولار” في هذ البلد “شديد الاعتماد على الاستيراد”؛ سجل سعرف صرف الدولار في السوق الموازية أمس الاثنين ارتفاعاً ليتراوح ما بين 9370 – 9420 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي.
الصحيفة التي ذكّرت بتسجيل الدولار 9500 ليرة في السوق الموازية الأسبوع الفائت، لفتت إلى أنّ معدل التضخم يسجل ارتفاعاً حاداً: ففي الفترة الممتدة بين كانون الأول 2019 وكانون الأول 2020، ارتفع متوسط أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنحو 402 بالمئة، وفقاً لإدارة الإحصاء المركزي.
وفي ما يتعلق باللحوم المستوردة أي المسعرّة وفقاً لدولار السوق الموازية، نقلت الصحيفة عن أحد الجزارين في طريق الجديدة –بيروت قوله إنّ أسعار اللحوم ارتفعت 3 أضعاف منذ العام 2019. ونظراً إلى تدهور الأوضاع، أضاف الجزّار محمد علي: “يجب على الحكومة أن تجد حلاً لمشكلة الدولار لأنّها السبب الأساسي للأزمة”، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة.
وفي ختام تقريرها، استشهدت “فايننشال تايمز” بتقدير للبنك الدولي يشير إلى أنّ أكثر من خمس اللبنانيين يعيشون في فقر مدقع، ناقلة عن مراقبين تحذيرهم من قدرة الجوع على إعادة إشعال فتيل التوترات في البلاد بعدما هدأت بسبب تفشي كورونا.