خبرني – عبر خبر منشور على موقع “سي إن إن” الأميركي، تعرف أحمد الشيخ، صحفي مصري، للمرة الأولى على تطبيق “كلوب هاوس”، وكان الخبر يفيد بمنع الصين استخدام هذا التطبيق لتناول مرتاديه قضايا “حساسة”، وهو ما دفع الصحفي لمحاولة التعرف على التطبيق بشكل أكبر، فأصبح أحد مستخدميه النهمين.
فبدلًا من المنشورات النصية أو المرئية التي يعتمد عليها عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك وتويتر وإنستغرام، يعتمد النظام الأساس لتطبيق ” كلوب هاوس” على الصوت فقط، مما يجعله يبدو وكأنه “بودكاست” تفاعلي أو مكالمة جماعية.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، نجح التطبيق في استقطاب المزيد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب، حيث يتوافر حتى الآن لمستخدمي آيفون فقط، ويمكن دخوله من خلال قبول دعوة للانضمام إلى غرف افتراضية لإجراء مناقشات صوتية حول مختلف الموضوعات.
ومع تفشي جائحة كورونا، واتجاه الكثيرين للعمل من المنزل، تبلورت الفكرة في ذهن مؤسسيها “بول دافيسون” و”روهان سيث”، ليتم طرح النسخة الأولى من التطبيق في ربيع 2020.
التطبيق تم وصفه منذ البداية بـ”النخبوي”، إذ أنه مقصور على مستخدمي “آيفون” فقط، واقتصار الدخول إليه عبر دعوات يطلقها مشاهير ورجال الأعمال. وبررت الشركة ذلك بأنها “تفضل النمو البطيء والمدروس على الزيادة السريعة في قاعدة المستخدمين”.
لكن يبدو أن انخراط مؤسس شركة “تسلا” في نقاش مطول مع الرئيس التنفيذي لتطبيق “روبن هود” على “كلوب هاوس” أكسب التطبيق زخمًا كبيرًا جعلته مرغوبًا، إذ ازداد عدد مستخدميه من 1400 شخص منذ ظهوره في ربيع العام الماضي إلى 6 ملايين مستخدم وفقآ لآخر الإحصاءات، كان الشيخ من مصر أحدهم.
بدخوله التطبيق، تلاقى الصحفي المصري أحمد الشيخ فكريًا مع شخصيات عامة، لطالما أحب آرائهم، وسمع أصوات لأصدقاء غادروا مصر منذ سنوات، ما كان باعثًا له للتنقل في المشاركة بين الغرف الافتراضية على “كلوب هاوس”، والذي شده فيها عناوينها ومحتواها المطروح للنقاش، وقدر ما توفره من ثقافات غائبة عن الفضاء العربي العام بحسب ما يقول، لينشأ غرفة افتراضية أخيرًا بعنوان: “دردشات سينمائية – فيلم عربي شاهدته مؤخرًا في 3 دقائق”، ويدعو أصدقائه على صفحته بفيسبوك للمشاركة الفعالة.
فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي والمحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة، يقول لـ”سكاي نيوز عربية”: “كلوب هاوس مساحة تفاعلية آنية، وليست مجرد منشور على فيسبوك لا يشترط التفاعل اللحظي معه”.
وأضاف “كلوب هاوس يُمكِنك من التواصل مع خبراء المال والأعمال بشكل مباشر.. كما أنه أقل اكتظاظًا وضوضاءً من فيسبوك وتويتر، وهو ما يجذب المستخدمين إلى التطبيق في الوقت الحالي”.
ويعتقد المحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة أن “كلوب هاوس” لم يضف إلى ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من مساحة غير مقيدة ما يستدعي أي خطر، شارحًا: “إن كان هناك ما يستدعي الخطر في النقاشات الدائرة على كلوب هاوس، فهو الخطر نفسه الذي تستدعيه النقاشات على فيسبوك وتويتر.. على العكس ونظرًا لتقييد إمكانية المشاركة على كلوب هاوس، يحظى التطبيق بمشاركة فئات أكثر ثراءً ووعيًا وثقافة”.
على الرأي نفسه يسير أحمد بسيوني، خبير وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا لـ”سكاي نيوز عربية”: “هناك صعوبة على كل حال في تقييد وسائل التواصل الاجتماعي بالكلية، فالرقابة على التطبيق هي شخصية كباقي تلك الوسائل، وفقًا لأخلاق المجتمع وقوانينه، جنبًا إلى جنب مع القواعد التي يفرضها التطبيق ويلزم بها المستخدمين، أما فكرة خصوصية البيانات وعملية جمعها فهي مسألة تخص كل التطبيقات”.
ويرى بسيوني أن “عالم التطبيقات يبدأ ولا ينتهي”، وأن حل التطبيق لبعض المشكلات التقنية به، وإتاحته لمستخدمي “أندرويد”، وتسهيل عملية الدخول عليه، سيزيد من مستخدميه.
لكن المحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة فادي رمزي، يعتقد أن حالة “الانبهار” بالتطبيق ستقل تدريجيًا بمرور الأسابيع، وإن بقيت أعداد مستخدميه في تزايد مستمر، لكنها في رأيه ستكون زيادة بوتيرة أقل من التي نشهدها في تلك الاسابيع.
وهي الحالة التي بدأت في الظهور، حيث يوجه البعض انتقادات للتطبيق بأنه مضيعة للوقت في بعض الأحيان، حيث يشترط التطبيق حضور المناقشات والتفاعل المباشر في الوقت المحدد لها، على عكس “فيسبوك” الذي يتيح لمستخدميه التعليق والمشاركة في الوقت الذي يختاره المستخدم ويحدده بنفسه.
ولا يرى رمزي أن “كلوب هاوس” قادر على إزاحة عمالقة التواصل الاجتماعي كـ”فيسبوك” و”تويتر” من أعلى القمة الجماهيرية، لكنه يتوقع أن تتجه تلك التطبيقات لإضافة خاصية مشابهة للتي يُتيحها “كلوب هاوس” لتعزيز انتماء الجمهور لهم، وهو ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بأن شركة “فيسبوك” تسعى إلى اقتحام مجال المنصات الصوتية، بعد الإقبال الصاروخي على تطبيق “كلوب هاوس”.
وسبق أن أطلق تويتر تقنية التدوينات الصوتية، إلا أنه لم يحقق النتائج المرجوة حتى الآن، لكن رمزي يقول إن كلا التطبيقين قادرين على الفوز في المنافسة على المستخدمين إن اشتعلت نظرًا لتوغلهما في بيانات المستخدمين ونفودهما عليها، ليبقى السؤال في رأيه لأي مدى يصمد “كلوب هاوس” في مقارعة التطبيقين على المستخدمين؟