خاص سكوبات عالمية | محمد ناصرالدين.
من مسلمات السياسة في لبنان أن تخفي وجهك الحقيقي و ترتدي قناعاً تجذب الاغبياء ، فالصعود ملياً لن يكون الا على ظهورهم . فوقود السلطة ، بلا شك، هم الأغبياء و مرتزقة الانتخابات .
و لأن النفاق هو سنة النجاح في السياسة، رأت الكثير من الاحزاب في لبنان في شعارات “الوطنية و السيادة و المقاومة و الدولة الواحدة ” خير سبيل لإغتصاب عقول الشعب و سَوقِهم لصفوفها.
فكم من تيار ادَّعى الإصلاح و رعى الفساد، و آخر اعتنق الوطنية في أروقة السفارات.
هواية التعطيل …
ستبدو سخيفاً عندما تدعو الى اللافساد، و عهدك تَصَدَر منصات الفساد و الفشل و الطائفية و الظُلمة . فالذي شهد تعطيل الرئاسة الأولى لأجلكم سنوات عدة، ظن أن في جعبتكم من “تغيير و إصلاح” ما قد يستحق الانتظار . فتباً لانتظار ينتهي بحضراتكم!
تسييس المقاومة؟
لن تنسى الأرض من شربت دمائهم، و تحملت خُطاهم المُعَظَّمَة و هم يدافعون عن الوطن بنواياهم قبل أفعالهم ، فحزب الله الذي كان، و ما زال، شوكة في حلق إسرائيل و استبدادها و قاد تحرير أيار، ها هو يدخل دوامة الإقليم و حساباته.
فتأشيرة الدفاع و الهجوم سُرقت من أصحاب الأرض و العِرض لينالها من يعيش خلف الخليج و خلف طموحاته التوسعية .
عندما تناقش أحمقاً متطرفاً فعبارات التخوين و العمالة، و ربما التكفير، هي اول ما سينهال عليك، عندما يكون رأيك لا ينأسب رأي أُناسٍ حلَّلوا لأنفُسِهِم أموال السفارات و حرَِّموه على آخرين . و قد يصل الأمر الى التحريض على قطع اطرافك من مُعَمَمِين ، ارتدوا زيّ الدين، لا الدين ، و كأنهم ما سمعوا يوماً عن الشورى و اختلاف الخلق .
وطنية مشبوهة؟!
و ستبدو أكثر حماقة عندما تُحاضر بالوطنية و الدولة الواحدة ذات الجيش الواحد و السلاح الواحد، و تاريخك الميليشاوي ما لبث أن جفَّ حِبرُه ، أما حديثك عن الوطن السيد الحر المستقل قد لا يتناسب بتاتاً مع مشاهد العُناق الحار مع ضباطٍ دَنَّسوا الأرض و التهموا جنوب الوطن مراتٍ عدة ارضاءاً للعنصرية الصهيونية.
تجاربنا قد تجعلنا من النادمين على ديمقراطينا ، ديمقراطية لا تصلُح في مجتمعٍ يكثر غباءه و يقل إصلاحه ، في مجتمع تُعطى الأوسمة للسارقين و ينال السلطة من به فشل ، و تُهَدَّمُ البيوت فوق قاطنيها في غير حربٍ!