المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
هل سنشهد اليوم الذي ستُحال فيه إشارات المرور إلى التقاعد؟
أهمية الإشارات الضوئية، انها تلعب دوراً أساسياً في تنظيم حركة السير بالمدينة، لمختلف وسائل النقل، لكن لم يتم لغاية اليوم إصلاحها، رغم وعود وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي بأنه اتفق مع شركة NEAD S.A.L المولجة صيانة الإشارات الضوئية في مدينة بيروت الكبرى، على مباشرة العمل لإصلاح جميع الإشارات في المدينة، علماً انه قدّ مرتّ أكثر من سنة وما زالت معطّلة.
أمام هذا الوضع الاستثنائي التي تعيشه شوارع العاصمة بيروت ولبنان بشكل عام، على سبيل المثال، فعندما تتجول على اوتوستراد المتن الساحلي الممتد، من منطقة الزلقا وجل الديب الى اشارة الاتحاد في منطقة الجديدة – سد البوشرية وغاليري خباز والاحياء والشوارع الداخلية، وصولاً الى الدكوانه وسن الفيل، نرى معظم الاشارات الضوئية “منظراً” فقط، معطلة دون جدوى، اضافةً الى ذلك النقص الكبير بأعداد شرطة المرور المسؤولة عن تنظيم السير في المكان عينه، من أجل التسهيل والتقليل من عرقلة حركة السير والفوضى.
تلك الفوضى العارمة، في بلد الفساد والصفقات وتقاذف المسؤوليات واللوم، ما بين وزارتي الداخلية والبلديات، ووزارة الاشغال العامة، اضافة الى وزارة المال، فعلى الرغم من تجديد عقد الصيانة، نسمع بين الحين والآخر، عدم وجود اعتمادات أو مال للمشروع، على أساسه لم تُنفذّ الأعمال!..
فضاع “الشنكاش”وضاع المواطن في غياب ادنى حقوقه وسلامته على الطرقات، التي غالباً ما تنتهي بعرقلة حركة السير في الشوارع وإطلاق العنان لأبواق السيارات، وقد يتطور الأمر في أحيان كثيرة إلى مشادات كلامية من أجل أسبقية المرور، وتبادل السب والشتم، ومواجهات بين السائقين.
لا تستطيع أي شركة للصيانة تحملها، نتيجة التعاقد بالليرة اللبنانية أو بالدولار على السعر الرسمي المحدد من قِبَل مصرف لبنان، والبعيد عن سعر السوق السوداء، وعليه لا حلول للأزمة مع غياب تام لدور “البلديات”، والقيام بواجباتها في أصول وقواعد توزيع أموال الصندوق البلدي، المتمثل بإصلاح وصيانة أعطال الأضواء الثلاثية والاهتمام بها قبل الحديث او القيام بأي شيء آخر، لتفادي حوادث سير مؤلمة تؤدي احياناً الى الموت.
فهل سنشهد اليوم الذي ستُحال فيه إشارات المرور إلى التقاعد.. والّا سينتظرنا مستقبلٌ مظلمٌ بلا إنارة !؟