احتلت العاصفة جويس المشهد العام في لبنان حيث وصلت بحبالها البيضاء الأرض بالسماء، ولا تزال مستمرة في عصفها ونشر أبيضها نزولاً إلى ما تحت ارتفاع الـ800 متر بحسب النهار.
المناطق الشمالية الجبلية لبست الأبيض بسماكات مختلفة. ففي إهدن وبشري بلغت سماكة الثلج نحواً من عشرين سم لتزيد في الأرز عن النصف متر، وفي القرنة السوداء يتوقع الجرديون أن تكون سماكة الثلج بلغت حتى الآن أكثر من متر ونصف المتر.
جرافات مراكز رفع الثلوج ناشطة منذ الليل في عملها لتبقي الطرقات الرئيسية مفتوحة، لكن غزارة الثلوج المتساقطة وسرعة الرياح تعيق عملها.
الطرقات حتى الساعة سالكة أمام السيارات المجهزة وسيارات الدفع الرباعي، ويسيطر ضباب كثيف يحدّ من الرؤية الواضحة، والطرق الداخلية غالبيتها متعذر سلوكها بسبب الثلوج، وتعمل جرافات البلديات والدفاع المدني على إبقائها سالكة لتيسير تنقل الأهالي.
طريق الارز ـ عيناتا مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، كذلك طريق حدث الجبة تنورين، وطريق شاتين اللقلوق، كما أن طريق جرد مربين الهرمل مقطوعة بسبب تراكم الثلوج.
وعلى السواحل تهطل أمطار غزيرة مصحوبة برياح ناشطة، ما أدى إلى تشكّل السيول وإغراق الشوارع والطرق، وأفيد من المنية عن فيضانات ليلية اجتاحت سيولها المنازل والبيوت، مخلّفة أضراراً مادية. وقد عملت ورش البلدية في المنية ليلًا وفجراً أيضاً على “تعزيل” مجاري المياه وفتح العبّارات لتصريف السيول وتخفيف الأضرار.
وغطت الثلوج المرتفعات الجبلية من محافظة عكار على ارتفاع 1000متر وما فوق، وبلغت سماكة الثلج في القموعة حدود الـ 40 سنتمتراً، وأقفلت جميع الطرقات الجبلية ولا سيما تلك التي تصل عكار بالبقاع عبر الهرمل.
ويشار إلى أن الثلوج لا زالت تتساقط وسط تدنٍّ ملحوظ بدرجات الحرارة في مختلف المناطق العكارية التي شهدت ليلاً عاصفاً وماطراً رفع من منسوب مجاري مياه الأنهر، وحوّل الطرقات الرئيسية إلى بحيرات، وتشكلت السيول التي اقتحمت العديد من خيم النازحين السوريين في منطقة السهل، وكذلك دهمت السيول بعض المنازل في بلدة سفينة القيطع.
وألحقت العواصف أضراراً ببساتين الحمضيات وبالبيوت الزراعية المحمية. وتخوف المزارعون، مع تدني درجات الحرارة، من تشكّل الجليد وما سيتسبب به من أضرار على مختلف المنتجات الزراعية داخل هذه البيوت المحمية.
المصدر : النهار