المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
الى متى يستمر عزل لبنان عن محيطه العربي؟
العنترية مشتقة من العنترة، وهي التشجيع على الحرب والحث عليها. هي الهوس بالسلطة والحرب وسفك الدماء، فالعناترة قد حطموا أسباب الحياة، ونحن نبحث عن الذي يبنيها، ويصون المال والحال وأهل البلاد.
كان خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى السادسة عشر لغياب والده خطاباً مقتضباً، وجه سهام التعطيل الى القصر الرئاسي في بعبدا وعلى من سماهم “اشباح” تلتطي خلف الستار.
الخطاب الذي أُلقي من بيروت، من مكان لا يبعد كثيراً عن مسرح جريمة ٤ آب الاسود “انفجار المرفأ” وكأنه حدث عابر لا يقف حكام الغفلة عنده، فالمهم السلطة والاستيلاء على ما تبقى من “فضلات” الدولة.
ولم يكن خطاباً عادياً بأيّ شكل، لأنّه وضع الأزمة الحكومية التي عبّر عنها الرئيس المكلف، ببقاء البلد من دون حكومة في إطارها الداخلي الصحيح والواضح في آن.
في هذا المجال لا بدّ من التوقف عند التحدي الأوّل الذي يواجه لبنان حالياً. هذا التحدي عائد إلى أنّ الدولة أصبحت مفلسة ورهينة “العنتريات” ومن يعنتر اكثر في “ملاكمة” لا تنتهي، لا في الوقت الضائع، ولا في المدى المنظور، واللبناني “المعتر” يقف في الوسط يأكل اللكمات من كل الجهاتّ.
رأفة بهذا الشعب المسكين، ولو أدّ المصادر الاتهامية المتبادلة التي تعقد الأزمة الحكومية المفتعلة أصلاً ولغايات ومصالح خاصة جداً، وقد حوّلت تجاذباتها وسجالاتها العقيمة، إلى ما يشبه حلبة ملاكمة، أو مباراة شدّ الحبال، أو كباش الأيدي، وتنتظر، من يصرخ أولاً.
من يوقف عنترية الرجلين “باسيل – الحريري”؟ ففي كل خطاب وراءه ردود مباشرة من “عنتر بن شداد” آخر، ولمن ستكون الغلبة بين فريقين سياسيين أو أكثر؟، ولا همّ عند العناتر إنّ جاع الشعب أو مرض أو مات، المهمّ أن يفوز أحدهما ويخسر الآخر، في معارك جانبية لا مصلحة فيها لوطن ينهار وشعب يذوق كلّ يوم القهر والذل والحرمان والإهمال المتعمد، ولا يعرف ما ينتظره في الزمن الآتي !
يبقى السؤال : الى متى يستمر عزل لبنان عن محيطه العربي؟ ففي عهد هذه الحكومة تحقّق حلم “حزب الله”، وداعمه “التيار الحر” وهو حلم ايراني، بمنع العرب من المجيء إلى لبنان والإستثمار فيه!