في هذا الشأن، تبرز مؤشرات إلى جملة اقتراحات تدور بين عواصم معنية حيال كيفية التعامل مع الازمة اللبنانية الموشكة على الانفجار الشامل، في ظل قناعة بأن تعقيدات تشكيل الحكومة و تعميق المأزق الداخلي قابلة للصرف إيرانيا على طاولة المفاوضات مع الطرف الأميركي.
لذلك، تبرز تكهنات كثيرة تتمحور حول قرار حزب الله وتعامله مع انحدار لبنان صوب الهاوية من دون الاستدراك او بذل جهود جدية لفض النزاع، خصوصا وان البعض يبدي إستغرابا حقيقيا من ترك الحزب الأمور تتدهور بهذا الشكل، بينما بادر الحزب إلى عقد إتفاق رباعي مع أصدقاء أميركا والد خصومه في العام 2005. ويكاد الاستغراب يصل حد العتب على حزب الله لرهن لبنان لايران رغم المخاطر الكثيرة التي قد تؤدي إلى تفجير الوضع اللبناني برمته.
حكوميا، صعد الحريري إلى قصر بعبدا بناء على نصيحة فرنسية فيما حجب التوتر الذي ساد اللقاء القصير جانبا اساسيا تتجاوز الخلاف الحاد بين الطرفين، فالحريري أراد الاستجابة للتمني الفرنسي والتشبث بالمسودة الأولى التي قدمها في اجتماعات سابقة، بينما افترض عون عكس ذلك تماما خصوصا في ظل الشرط المستجد بتوسيع الحكومة دون المساس بالحصة المسيحية.
في هذا الإطار، كشفت مصادر مواكبة بأن الحريري ابلغ عون ضرورة تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية من دون الالتفاف عليها بتحاصص بين القوى السياسية بما يفرغها من مضمونها، وشدد الحريري على عدم تفويت الفرصة من جديد ووجوب تشكيل حكومة لوقف التدهور الحاصل من جهة وإعادة مد الجسور مع الخارج والحصول على مساعدات اقتصادية عاجلة.