المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
إبقاء لبنان ورقة للتفاوض تستعملها إيران في أي محادثات تجريها مع الإدارة الأميركية
يهتم العالم بأسره لحل قضية لبنان الحكومية، لكن القليل من “المواهب” من شأنها لفت نظر هذا العالم إلى قدرة “حزب الله” على تعطيل واجهات الإنقاذ التي ترفعها العواصم الغربية والعربية.
باريس من الدول الابرز الداعمة للبنان وقالت قولها في مبادرتها.
وحين لا يجد حزب الله في لبنان إلّا الرئيس سعد الحريري، حليف الغرب والسعودية، لتشكيل الحكومة، فتلك من “علامات الساعة”، ومن علاماتها أيضا أن يتحمل تدلل الرجل وربما تلبية شروطه، على حساب غطائه المسيحي المتمثل برئاسة الجمهورية وواجهتها النائب جبران باسيل.
فمنذ عقد التيار الوطني الحر لتحالف سياسي في 2006 مع حزب الله، دافع باسيل عن حزب الله باعتباره أساسيا للدفاع عن لبنان. وبالنسبة للحزب، قدم هذا التحالف موافقة مسيحية على تسلحه، وغطاء آخر لتنفيذ اجندات اقليمية، حتى وصل الأمر الى “منع” قيام حكومات، يضع باسيل بمكانة “أبرز المعرقلين”.
الانقسام
نعود بالذاكرة قليلاً، يوم تكليف الرئيس الحريري “حزب الله” لم “يُسمِه”، وبالتالي هذا القرار يأتي ضمن سياق السياسة التي ينتهجها في علاقته مع زعيم “تيار المستقبل” منذ سنوات، فهو لم يبدّل في النهج الذي يتّبعه عندما يكون الحريري مرشحاً لتأليف الحكومة”.
على وجه التحديد، فإن العزل المتزايد للمملكة العربية السعودية، وهي الداعمة التقليدية للمجتمع السنّي في لبنان، يسمح لـ”حزب الله” بالاستفادة من مكاسبه، التي تدفعه الى تنفيذ مشروعه “الساحق”.
كما انّ انقسام المجتمع السني وتجزئة المشهد السياسي سيكون مفيداً إلى حد كبير للحزب،
وعلى عكس خصومه السياسيين، حافظ الأخير على احتكار الدعم داخل مجتمعه وبيئته الشيعية، ويعود الفضل الاول والاخير، إلى التأييد الشعبي الواسع الذي يتمتع به، والدعم المتواصل من “حركة أمل”.
حتى أجل غير مُسمى..
في المحصّلة، حزب الله هو صاحب الدور الأكبر في تأليف الحكومات اللبنانية، كان مُبتغاه واضحاً من خلال استدعاء الحريري الى التكليف حتى أجل غير مُسمى، على تأخير أي عقوبات أميركية جديدة على مسؤولين لبنانيين تابعين له.
رغم أن أي حكومة لبنانية يجب أن تركز على إجراءات سريعة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة بناء بيروت والعمل على إعادة بناء معامل التيار الكهربائي، وإخراج بيروت من العزلة العربية التي سببها حزب الله وتدخلاته، وبالتالي حسابات طهران تبقى أكبر من السماح للحريري بتأليف حكومة يتنازل فيها الحزب وحلفاؤه.
إلّا أنه يفضل إبقاء لبنان ورقة للتفاوض تستعملها إيران في أي محادثات تجريها مع الإدارة الأميركية الجديدة حيث يتمكن من زيادة ملفاته التي تعطيه قوة أمام المرحلة القادمة.