مطالب العونيين المرفوضة
ويأتي البيان – حسبما تكشف معلومات “المدن” – للرد على رفض توسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً، ورفض منح عون الثلث المعطل. وذلك بعدما أجمعت قوى محلية بما فيها حزب الله، وقوى خارجية، على رفض ما يريده عون. وإشارة التيار العوني في بيانه بذكرى إبرام ورقة التفاهم مع حزب الله، إلى أن هذا التفاهم لم يؤد إلى بناء دولة، هدفت إلى إحراج حزب الله ومطالبته بضرورة الوقوف إلى جانبه في مواجهة الرئيس نبيه برّي وسعد الحريري.
فما يريده العونيون، حسب مصادر متابعة، هو أن يعمل حزب الله على تسليمه “رأس نبيه برّي” بالمعنى السياسي. وهذا أمر من سابع المستحيلات أن يحصل. وجاء رد حزب الله بوضوح: لا مجال للمفاضلة، ولا مجال للافتراق عن برّي. وأوصل حزب الله رسالة واضحة للتيار: لا نؤيد خيار حصول رئيس الجمهورية على الثلث المعطل. وهذا يأتي لصالح سعد الحريري أيضًا.
وكان لافتاً أيضاً أن حزب الله لم يصدر أي بيان في ذكرى التفاهم. وهكذا صدر البيان العوني من جانب واحد. وقرأ حزب الله الغاية الابتزازية منه. وشبهه أحد المطلعين على البيان بتلك التي كانت تصدر عن سوريا بعد الانقلاب على الوحدة مع مصر: بيانات تشيد بالوحدة بعد انتهائها.
دولياً وإيرانياً: لا ثلث معطلاً
وهناك موقف خارجي يشدد على مبدأ رفض منح الثلث المعطل لعون. وهذا أمر أساسي يبحثه الرئيس سعد الحريري في لقائه مع المسؤولين الفرنسيين يوم الأربعاء. وتؤكد المصادر أن الحريري لا يزال ثابتاً على موقفه: لا لتوسيع الحكومة، ولا للثلث المعطل.
وتتحدث المعلومات عن جو دولي واضح حول ضرورة إضعاف ميشال عون، وعدم تركه يبتز الجميع بثلثه المعطل. وهذه فكرة فرنسية معطوفة على عدم إزعاج حزب الله والتمسك بالحريري. وتشير بعض المعطيات أيضاً إلى جو إيراني حذر من عون وباسيل، ولا يرى ضرورة لنيلهما الثلث المعطل.
ووسط هذه المراوحة المحلية، هناك تحرك مشهود على الساحة الإقليمية والدولية حيال لبنان: البطريرك الماروني بشارة الراعي جدد موقفه من ضرور عقد مؤتمر دولي لحماية لبنان، وطرح مسألة الحياد والسلاح على طاولة البحث.
وصدر موقف بالغ الأهمية للبابا فرنسيس حول حماية لبنان وإبعاده عن الصراعات الإقليمية والدولية، وعدم إضعاف المسيحيين فيه كي لا تتهدد هويته وتوازناته. وسارع باسيل إلى الاستفادة من هذا الموقف مسيحياً، كما كان يحاول أن يفعل سابقاً في زيارته بكركي واستمالة الراعي إلى جانبه.
الحل المؤجل
لكن أحد المسؤولين السياسيين يعلق على هذه التطورات كلها قائلاً: حل الأزمة اللبنانية لا يزال مؤجلاً. وما يحصل دولياً لا يبحث عن حل جدي أو فعلي، لأن التحركات كلها تهدف فقط إلى تشكيل حكومة.
أما التسرع في الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي فقد ينعكس سلباً على الهدف. يستند هذا المسؤول إلى كلام البطريرك الراعي، الذي أبدى تخوفاً وقلقاً من أن ما يجري هو تدمير ممنهج للبنان، للوصول إلى إنهيار أكبر، وبعدها يُدعى إلى الطاولة للحديث عن حلّ جذري.