عكست زيارة نائب رئيس الحكومة ووزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى لبنان والمواقف التي اعلنها مزيدا من الاهتمام الخارجي بلبنان بات واضحا ان ترجمته العملية مرتبطة بالدرجة الاولى بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الابرز في مضامين الزيارة تأكيد الموفد القطري” أن الدوحة لا تسعى لنسف المبادرة الفرنسية بل تعمل على استكمال المساعي الدولية لتأليف الحكومة اللبنانية، ونأمل أن يخرج الحل من بيروت“.
وذكرت مصادر سياسية مطّلعة ” ان الزيارة القطرية تتكامل مع المبادرة الفرنسية، شأنها شأن زيارة مسؤولين في جامعة الدول العربية الى بيروت منذ اسابيع، وتتلاقى ايضا مع الموقف البابوي الذي أطلقه البابا فرنسيس من الفاتيكان. وهذه الجهود، تؤكد ان ثمة ضغطا دوليا سيتكثّف في المرحلة المقبلة، وسيكون منسّقا بين باريس والاوروبيين عموما والعرب وحتى الخليجيين عبر القطريين، ليست الولايات المتحدة بعيدة منه ايضا، لمحاولة إخراج الحكومة الى الضوء بعد اشهر من التعثر“.
كذلك اتجهت أنظار الانتظار إلى ما يمكن ان يحمله موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السفير باتريك دوريل إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة.
وقالت مصادر دبلوماسية ان المأمول ان يثير دوريل مع الشخصيات الرسمية والحزبية التي سيلتقيها سلسلة خطوات عملية مع ممثلي الأطراف، تسمح بالدعوة إلى لقاء رئاسي بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، والتمهيد بالتالي لزيارة ماكرون، لاعلان الخطوات العملية.
واعربت مصادر مطلعة عن اعتقادها بان ” الحركة الخارجية في ما يتصل بالملف الحكومي لن تتظهر إلا قبل عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من الخارج مشيرة إلى أن العقبات الداخلية تصبح قابلة للعلاج متى رفد هذا الملف بدخول دولي على الخط. وقالت المصادر أنه متى نضجت تسوية ما فإنها تحتاج حكما إلى موافقة الأطراف المعنيين بها. وأوضحت أن التفاصيل المحلية قد لا تشكل مادة للتدخل الخارجي لأن ما يهم هو الحكومة بشكلها الإصلاحي والإنقاذي ووفق المبادرة الفرنسية التي ربما تتطور وفق الاتصالات التي ستتم قريبا.
وأكدت مصادر لـ”اللواء” أن حتى الآن لا تزال المشاورات غير مكتملة ولاسيما أنها تتمحور بين أكثر من جانب ولفتت إلى أنه لا يمكن الحديث عن اقتراب ولادة الحكومة إلا بعد بروز نتائج هذه الاتصالات وربما سيتم ذلك قريبا.في المقابل يعود الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت استعدادا لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بعد جولة خارجية.
وفي هذا الاطار ذكرت محطة OTV أن هناك تعتيما على زيارة سعد الحريري للعاصمة الفرنسية، حيث أن دوائر الإليزيه لم تؤكد ولم تنف حصول لقاء مع الرئيس ايمانويل ماكرون، ولم تزود أي صحافي في فرنسا بأي معلومة.…كما طلبت من الصحافيين المعتمدين في قصر الإليزيه، عدم الحديث في الإعلام عن لقاء بين الحريري وماكرون.
ونقلت المحطة عن مصادر صحافية في باريس “ان هذا التعتيم قد يكون مقصودا، حيث أن فرنسا تعتبر أن ليس من مصلحتها الإعلان عن استقبال الحريري كرئيس حكومة مكلف، لا بصفة رئيس حكومة، معربة عن حرصها في ذلك على التأكيد أنها على مسافة واحدة من الجميع“.
في المقابل نقلت الMTV معلومات تفيد ان الرئيس الحريري استبق زيارته العاصمة الفرنسية بزيارة سريعة الى تركيا.