كتبت باتريسيا جلاد في “نداء الوطن” “ترقيع بترقيع” و”تسكيج بتسكيج” كي لا يتفاقم وضع المتضوّرين جوعاً. كل القوى السياسية والإقتصادية أجمعت على ضرورة اعتماد الدعم المباشر للمواطن اللبناني الفقير تحت عنوان البطاقة التمويلية التي ليست سوى بنج موضعي، مع مشارفة احتياطي مصرف لبنان على النفاد وبالتالي رفع الدعم رويداً رويداً، وانعدام الآفاق لتشكيل حكومة فعالة. لكن من أين لدولتنا المفلسة أن تاتي بمليون و300 ألف ليرة دعماً شهرياً لأكثر من 600 ألف عائلة؟
وتابعت: والسؤال الذي يُطرح، إذا كانت المعونة المباشرة ستصرف على مواد تتوفّر في السوق المحليّة والسوبرماركات، فكيف سيتمّ توفير تلك المواد؟
هناك احتمالان: إما أن تتوفّر الأموال من مصرف لبنان وفق سعر صرف الدولار العائم، أو من خلال احتياطه بالعملات الأجنبية ما يعمّق من نسبة استنزافه.
وعلى الأرجح لن يرضى البنك المركزي متابعة الإنفاق من احتياطه، بل سيتمّ تأمين الدولارات لاستيراد البضائع من السوق المتوفّرة وهي السوداء.
وبذلك فإن الطبقة التي ستتلقى المعونة من الحكومة، ستَلقى الدعم المباشر في “يَد” وتشتري المواد المتوفّرة وفق تسعيرة السوق السوداء في “اليد” الأخرى. لكن، من أين تأتي أموال السوق السوداء؟
من اللبنانيين المغتربين الذين كما توقّع مصدر مصرفي ونقدي لـ”نداء الوطن” “لن يتوانوا عن إرسال الدولارات الى أهلهم في لبنان مهما ساءت أوضاع البلاد”.