بات من المؤكد ان وضع لبنان يستمر في الانحدار بينما “المراهقة السياسية” على اشدها بالتعاطي بما يفقد الداخل عنصر المبادرة ويجعله ينتظر الترياق، خصوصا بعدما بلغت المشاورات الدولية حيال الازمة المستعصية مرحلة الحسم.
الارتطام الكبير لم يخفف من أعباء “الدلع السياسي” وترف الوقت الذي يدفع ثمنه المواطن بشكل يومي، فالطبقة الحاكمة تتهرب من عجزها صوب رفع شعارات لا تهدف الا للتهويل، فلا بأس عندها من ملء الخواء السياسي بالانشغال بالبدع الدستورية و”فتاوى” المستشارين ، عن متابعة شؤون الدولة والانتظام العام ، فيما اولويات الناس تتركز على تأمين الرغيف والدواء والحليب.
والواضح حتى الان عدم قدرة حزب الله على إطالة امد تشكيل الحكومة وفق توقيت المفاوضات الأميركية – الايرانية خصوصا وان القاصي و الداني يدرك حجم التشابك في الازمة اللبنانية بين انقسام اللبنانيين او توحيد صفوفهم وفق الاصطفافات الخارجية على غرار ما كان يحصل قبل إتفاق الطائف.
من هنا، يعمد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على تحصين مبادرته برعاية أميركية و إجماع عربي معارض لإيران قبيل التوجه إلى بيروت وفرض الحلول ، وهذا الأمر يفرض على الرئيس الحريري مواكبة التحرك الفرنسي خصوصا في محطته السعودية كونها تحمل خصوصية شخصية بالغة الدقة عند الرئيس الحريري.
يحاول الحريري تثبيت نقاط سجلها على فريق العهد محاولا فتح الأبواب بالمواربة مع حزب الله لتنظيم الخلاف، فالحريري استطاع تفكيك شروط الرئيس عون مستندا إلى رافعة خارجية استطاعت تثبيت تكليف الحريري بوجه فريق العهد، كما الاطاحة بالثلث المعطل، الأمر الذي نزع من يديّ باسيل عامل ضغط كان يعول عليه لاستخدامه في المرحلة المقبلة.
يقول متابعون، بأن تعمد باسيل فتح النار على الثنائي الشيعي في هذا التوقيت مرده السعي لفرض نفسه ممرا إجباريا لاية تسوية تسوية، بعدما بات عهد عون في مرحلة التقاعد ما يفرض الاستعجال في إلحاق “إتفاق مار مخايل” بملاحق تتعلق بالاستحقاق الرئاسي المقبل.