خبرني – بالنسبة للكثيرين، فإن صورة الشخص الحكيم هي رجل ذو شعر أبيض يقدم المشورة بابتسامة هادئة، ولكن هناك ما هو أكثر من المعرفة النظرية وعقود من الخبرة الحياتية في ما يتعلق بالحكمة، كما أنه يوجد أكثر من طريقة لتكون حكيما، على سبيل المثال، كان ونستون تشرشل معروفا بحكمته العملية، وكان سقراط مشهورا بحكمته الفلسفية. ولكن من أين تنشأ الحكمة، وما الرؤى التي يقدمها علم النفس حول معنى أن تكون حكيما، وما مصادر الحكمة؟
يقول الدكتور شهرام حشمت، أستاذ مشارك في جامعة إيلينوي الأميركية (University of Illinois at springfield)، في مقال له توفر الحكمة الموارد الداخلية للتعامل مع المحن والصعاب، وتمكن الأفراد من التكيف مع ظروف الحياة من خلال فهم وقبول أنفسهم والآخرين والعالم. كما يمكن تعريف الحكمة على أنها السعي الهادف لتعزيز رفاهية الذات والمجتمع مع التركيز على تحقيق الصالح العام، بدلا من تحسين المكاسب الشخصية.
ووفقاً لهذا يقدم الدكتور شهرام حشمت 10 مصادر للحكمة نوردها فيما يلي:
الانفتاح
يعتبر الانفتاح على التجربة والفضول والخيال والبصيرة والاهتمام بوجهات النظر المتعددة، سمة شخصية نموذجية للأفراد الحكماء، فالانفتاح هو التفكير بشكل جيد عندما نواجه المعلومات التي تتحدى معرفتنا أو معتقداتنا السابقة، لكن التركيز فقط على ما نعرفه بالفعل فإنه يمكن أن يحد من قدرتنا على التفكير بشكل أوسع.
التعاطف
يتمتع الحكماء بالقدرة على استيعاب وتفهُّم مشاعر الآخرين، كما أن لديهم اهتماما عميقا برفاهية الآخر والصالح الإنساني المشترك.
التأمل الذاتي
التأمل الذاتي هو جانب أساسي من جوانب الحكمة والنمو الشخصي، فهؤلاء الأفراد مستعدون وقادرون على التشكيك في آرائهم وسلوكهم، بطريقة غير دفاعية، حيث يهدفون إلى التعلم من التجربة.
نهج متوازن
يوازن الأفراد الحكماء بمهارة بين مصالحهم الخاصة ومصالح الآخرين للوصول إلى الصالح العام، فمن أجل تتخذ قرارا حكيما، يجب أن تراعي المصالح المتنوعة للجميع.
إدارة التغيرات
يتعلم الأفراد الحكماء كيف يمكن أن تكون الحياة متغيرة وغير ثابتة على حال واحدة، ولا يمكن السيطرة عليها. ولقد تعلموا الثقة في قدراتهم على التعامل مع كل ما يحدث أمامهم بشكل مفاجئ، وإدارة تلك التغيرات بشكل ناجح.
الحكمة في الشيخوخة
مع تقدم الناس في العمر، يصبحون أقل تركيزا على الأنا وأكثر ارتباطا بالآخرين والعالم بأسره، إذ إن إدراكنا للموت يقودنا إلى إعادة تقييم ما هو مهم حقا في الحياة.
السيطرة على الأزمات
تتطور الحكمة من خلال تطور القدرة على السيطرة على الأزمات، حيث يستطيع العقلاء تطبيق دروس الحياة المكتسبة من التجارب السابقة في التعامل مع المحن عند مواجهة الأزمات والعقبات في حياتهم.
رؤية الصورة الأكبر
الشخص الحكيم لا يسترشد في المقام الأول بالأهداف الفورية بل بالهدف النهائي للمشروع أو للحياة بأكملها، فالتركيز على المنظور الأوسع يعمل على تنحية التفاصيل المعقدة جانبا والتركيز على ما يبدو أكثر أهمية.
تحديد الهدف
إن امتلاك الإحساس بالاتجاه نحو الهدف أو الغرض من فعل شيء ما، بشرط أن تكون أهدافا ذات مغزى لنفسك وللآخرين، يسهم في تنمية الحكمة.
تنظيم العاطفة
الاستقرار العاطفي هو عنصر ضروري للحكمة، فتنظيم المشاعر هو القدرة على التحكم بالمشاعر عند مواجهة أحداث مشحونة عاطفيا، وذلك بطرق تساعدنا على إحراز تقدم في أهدافنا الفورية وطويلة المدى. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الفكاهة لتقوية الروابط العاطفية مع الآخرين أو التقليل من حدة المشاعر السلبية.