ليست زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري وحدها الى مصر التي حركت الوضع الحكومي، فالاطراف الداخلية بدأت وبشكل جدي بتقديم تنازلات في حين ان الفرنسيين باتوا أقرب الى حل بعض العوائق الاقليمية، التي ان لم تكن تعرقل التشكيل الا ان حلها سيشجع عليه
تلعب مصر دورا جديا الى جانب الفرنسيين وهي الظهير العربي الاول لباريس في ملفات كبرى مثل ليبيا ولبنان واحيانا سوريا، ولعل اهمية مصر تكمن ايضا في علاقتها المميزة بدولة الامارات العربية المتحدة وبالمملكة العربية السعودية.
من هنا جاءت زيارة الحريري اليها مثمرة نسبيا وفق التسريبات المتاحة، اذ تلقى الحريري اولا جرعة دعم سياسية كبيرة من المصريين، ستساعده حتما في المرحلة المقبلة على انجاح مهمته وتحقيق جزء من شروطه.
في موازاة زيارة الحريري المصرية التي تبعها وفق بعض المعلومات زيارة غير معلنة الى باريس جرى التكتم عليها وعلى خلفياتها، برز تحرك داخلي تمثلت ابرز عناوينه بتراجع رئيس الجمهورية مجددا عن شرط الحكومة العشرينية علما ان الفرنسيين اعربوا عن عدم ممانعتهم لها بالمطلق..
اتجه العهد الى تعديل موقفه بالموافقة على حكومة من 18 وزيرا، كما بات تنازله عن مطلب الثلث المعطل محسوماً، وهذا ما لمح اليه نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم امس.
اذا تنحصر حاليا مطالب “التيار” والعهد بالحصول على 6 وزراء من دون وزير الطاشناق، وان يسمي الرئيس عون هؤلاء الوزراء، وهذا الامر قد يشكل حلا وسطاً بين الاطراف.
وبالعودة الى جولة الحريري فهي ليست مرتبطة حصرا بعملية التأليف بل ان الحريري يحاول الحصول على غطاء سياسي اقليمي لحكومته، وهذا ما ستساعده باريس عليه.
ووفق المعلومات فإن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيحمل الملف اللبناني معه الى الرياض في زيارته المتوقعة منتصف الشهر، على ان يعاد التوازن الى الساحة اللبنانية ويتم منع الانهيار الكامل وهذا ما يتمناه ويسعى اليه الفرنسيون اكثر من بعض القيادات اللبنانية.
المصدر : لبنان24