ليس واضحا بعد كيف ستحل الازمة الحكومية في لبنان، اذ ان التأكيدات المتزايدة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون انه لم يطالب بالثلث المعطل توحي بأنه يعطي مقدمات للتراجع وتقديم تنازل في هذا الخصوص يسهل عملية التأليف.
لكن بعيدا عن هذا التحليل، انتشرت في الايام الماضية تسريبات عن موقف “حزب الله” المعارض لحصول عون على الثلث المعطل، وحصول تباينات جدية بين الطرفين بشأن عملية التشكيل، فما حقيقة هذا الامر؟
وفق مصادر مطلعة، لم يحصل اي خلاف بين بعبدا وحارة حريك في شأن التشكيل، رغم التمايز بشأن رغبة بعبدا احراج الحريري لدفعه الى الاعتذار وهذا ما لا يريده الحزب.
في الواقع يرغب الحزب بالتشكيل السريع للحكومة، لان مصالحه تقع ضمن اطار الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني في البلد وعليه فهو مستعجل اكثر من بعض القوى السياسية، لكن استعجاله هذا يقع بين حدين، الحد الاول ابقاء الحريري رئيسا للحكومة، والثاني عدم تشكيل حكومة لا يرضى عنها الرئيس عون.
ووفق مصادر مطلعة فإن الحزب لا يمانع ابدا ان يحصل التيار الوطني الحر على الثلث المعطل او حتى على نصف الحكومة، وقد سبق للسيد حسن نصرالله ان شرح موقف الحزب من هذه المواضيع.
لذا فالحزب لا يعارض مطالب العهد، لكنه لا يتعاطى معها بإعتبارها معركته التي يجب ان يخوضها في المرحلة الحالية، وفي الوقت نفسه لن يحرج حليفه لكي يتنازل عن مطالبه.
وبحسب المصادر ذاتها، وانطلاقا من كل ما تقدم لا يبدو ان للحزب اي مبادرة بالمعنى الحرفي للكلمة، اي نص اقتراحات من اجل الحل، لان اي مبادرة حاليا ستكون على حساب احد الاطراف المتمسكة بمطالبها، لكن الحزب يعد العدة مجددا لاطلاق نوع من الاتصالات السياسية تعيد المياه الى مجاريها بين بعبدا وبيت الوسط، وهذا ما حاول القيام به مرتين في السابق ولم ينجح لاسباب سياسية واعلامية..