خبرني – مختبرات العلماء، تضجّ باستمرار بالأفكار غير الجاهزة، والابتكارات والاكتشافات الفاشلة، التي غالباً ما يتم رميها والبدء من جديد، وأحياناً كثيرة قد يدخل اليأس إلى نفوس هؤلاء الباحثين والعلماء، لعدم قدرتهم بعد على الوصول إلى ما يريدونه بالتحديد، ولكن، في حالات ليست بالقليلة، اكتشف هؤلاء الأشخاص، أن تجاربهم الفاشلة هذه، كانت قد أدت إلى ابتكارات أخرى مختلفة تماماً عمّا كانوا يريدون صنعه.
وربما يكون من الغريب جداً أن نعرف، بأن هذه الابتكارات التي كانت وليدة الصدفة البحتة والتجارب الفاشلة لشيء آخر مختلف تماماً عن ماهيتها، أصبحت فيما بعد، أشياء أساسية في حياة الناس لا يمكن التخلي عنها، حتى أن بعضها غير حياتنا بشكل جذري، ووفقاً لموقع «دخلك بتعرف»، ننقل إليكم أبرز الاختراعات الفاشلة التي تحولت إلى أشياء أخرى عن طريق الصدفة يستعملها الناس في كل يوم.
رقائق البطاطس.. من مشاجرة إلى ابتكار
في أحد مطاعم مدينة نيويورك الأمريكية خلال العام 1853، جاء زبون غاضب إلى رئيس الطهاة في ذلك المطعم، وكان يدعى «جورج كروم»، وكان هذا الزبون باستمرار يشكو من أن البطاطا المقلية التي يتم تقديمها له، لا تكون مالحة أو مقرمشة بالشكل الكافي. وحتى يتخلص «كروم» من هذا الزبون المتذمر وشكواه، قرر خداعه ذات يوم، وقام بتقطيع البطاطا إلى رقائق رفيعة جداً ومغطاة بالملح ومقرمشة لدرجة كبيرة. لكنه تفاجأ عندما علم بإعجاب الزبون الكبير بها، حيث قام الأخير بطلب طبق آخر، وبالصدفة اكتشف «جورج كروم»، أنه ابتكر طبقاً جديداً، لا يخلو أي بيت منه اليوم في كل العالم، وهو…. «رقائق البطاطس».
الـ«مايكرويف».. الأشعة الحربية التي أذابت لوح «شوكولاتة»
خلال الأبحاث المطولة والشاقة التي كان يقوم بها العلماء في شركة «رايثيون Raytheon» الأمريكية، في محاولتهم لإيجاد طرق لكشف الغواصات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، لاحظ أحد هؤلاء العلماء – الذي كان فيزيائياً ومخترعاً حينها – ويدعى «بيرسي سبينسر»، أن الأشعة التي كانت تنتج عن الجهاز الذي قاموا بابتكاره، أذابت لوح «شوكولاته» كان يحمله في جيبه. وحينها قام باستخدام هذه الأشعة الناتجة عن جهاز كشف الغواصات الألمانية، في جهاز آخر يشبه الفرن. وفي هذه اللحظة توصل العلماء إلى اختراع الـ«مايكرويف».
غاز الضحك.. الذي خفف آلام الملايين
خلال محاولات الجراح البريطاني «همفري دافي»، خلال بداية القرن التاسع عشر، باكتشاف أو اختراع أي شيء يضع اسمه في سجلات التاريخ، اكتشف عن طريق الصدفة غاز «أوكسيد النتروس»، وعندما استنشقه بحادث عرضي خلال تجاربه، لاحظ أنه يخفف الآلام كثيراً ويدفع الذي استنشقه للضحك الكثير وغير المبرر، وحينها استمرت الأبحاث على هذا الغاز، حتى أصبح يُستخدم لاحقاً في العمليات الجراحية كمخدر. فتخيل عزيزي القارئ، حال المرضى وآلامهم تحت رحمة مبضع الجراح، إن لم تقد الصدفة «دافي» لاكتشاف هذا الغاز.
البلاستيك.. البديل الفاشل الذي صار ناجحاً
باءت كل محاولات العالم الكيميائي والمخترع البلجيكي الأمريكي «ليو هندريك بيكلاند» بالفشل، وهو يحاول أن يجد بديلاً لما كان يعرف بالـ«شيلاك»، وهو عبارة عن مادة صمغية باهظة الثمن للغاية تفرزها الخنافس. ولكن خلال إحدى تجاربه الفاشلة تلك في العام 1907، لاحظ أن المركب الذي نتج عن هذه التجربة، كان مميزاً، حيث كان قابلاً للتعديل ومتين وغير موصل للتيار الكهربائي، كما أنه مقاوم للحرارة، أي أنه مثالي لصنع العديد من الأشياء كالإلكترونيات والهواتف وأدوات المطبخ، ومنذ ذلك الوقت، يكاد لا يخلو أي منتج أو صناعة من مادة الـ«بلاستيك»، التي ابتكرها «بايكلاند» ذات يوم عن طريق الخطأ.
الأشعة السينية.. من مصباح إلى ابتكار علمي ثوري
كان يريد أن يصنع مصباحاً مضيئاً، لكنه اخترع بالصدفة أحد أكثر الاختراعات عبقرية وتميزاً على الإطلاق، بهذه الكلمات يمكننا أن نختصر حكاية العالم الألماني «فيلهلم كونراد رونتجن»، الذي فشل في صناعة مصابيح مضيئة، خلال تجربة أنابيب أشعة في العام 1895، حيث لاحظ أنه وباستمرار كانت الأنابيب تبعث الضوء حتى عند وضعها ضمن صندوق من الورق المقوى، ولاحظ «رونتجن» بعدها، إصدار الصندوق لأشعة غير مرئية تخترق المادة الصلبة، وفي تلك اللحظة، أدرك أن كان قد اخترع «الأشعة السينية»، التي تخترق مواداً صلبة معينة، والتي أصبحت تستخدم في التصوير الشعاعي، وفي العديد من المجالات الطبية والتقنية والعلمية.
الـ«بينيسيلين».. القمامة التي أصبحت علاجاً
الفرق بين العالم والشخص العادي، أن الأول يظل مُلاحظاً ومهتماً لأدق التفاصيل التي قد تبدو غير مهمة، والتي قد يكون في وقت سابق قد ألقى بها في القمامة، وهذا تماماً ما حدث مع العالم الأسكتلندي «ألكسندر فليمنج»، الذي كان خلال العام 1928، يقوم بإجراء عدة تجارب على فيروس الـ«أنفلونزا»، ولاحظ «فليمنج» نمو عفن غريب على طبق البتري التي رماها قبل قرابة الأسبوعين، كما أنه لاحظ أمراً مدهشاً ومثيراً للاهتمام، وهو أن فيروس الإنفلونزا كان قد توقف عن النمو، ليكتشف العالم الأسكتلندي بعد ذلك ما عرف بالـ«بينيسيلين»، الذي يساعد في علاج العديد من الأمراض التي تسببها البكتيريا. وبعد عدة أعوام من الأبحاث على هذه المادة الجديدة برفقة العالمين «إرنست تشين» و«هوارد فلوري»، نال ثلاثتهم جائزتي «نوبل» للطب وعلم الوظائف خلال العام 1945.