المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
الوقت اصبح خانقاً… وصار التعثر مفضوحاً
الحكومة التي من المفروض انّ تكون انقاذية، باتت صراع على الحقائب السيادية، كثر الكباش على التوزانات الداخلية والطائفية، حتى صار اقرب الى الامتياز ذات النفوذ السياسي، يأتي الخلاف عليها، فتكثر العقبات في طريق تأليف حكومة جديدة، التي هي من صنع اتفاق الدوحة منذ عام 2008 وقد ادخلتها التسوية في الحياة الدستورية اللبنانية كمّاً من التعريفات والاعراف الغير مسبوقة.
يريدهما بأي ثمن
انطلاقاً من هنا تبرز مشكلة في حقيبتي الداخلية والعدل، كما يصر النائب جبران باسيل عليهما، وتُعدّ وزارة العدل مهمة بالنسية اليه، بسبب الملفات القضائية العالقة، معتبراً أن القضية تُدار بعقلية انتقامية، انّ من يأخذ وزارة العدل، يحكم لبنان ويكون القرار القضائي والمالي وديوان المحاسبة والنيابات العامة المالية والجزائية والقضائية والتمييزية ومجلس القضاء الأعلى بيد من يسيطر على وزارة العدل، ويقرر التشكيلات القضائية بطريقة استنسابية ربما كما يحلو له، امّا الداخلية فهي تواكب عمل وزارة العدل ومكملة لها، فباسيل بحاجة لها اليوم لتصفية حسابته مع خصومه، يعتبر الاستحواذ على الداخلية بالامر الهامّ في ظل المحميات السياسية والطائفية، وبالتالي فان العهد لن يسلم ذلك الى الخصوم .
تقاسم الغنائم
بالنسبة للملفات الكبرى لا ينطبق على الحريري، ما ينطبق على الداخل اللبناني، الذي برأيه بات لا يخضع للعبة التحالفات الإقليمية، بل لحسابات داخلية، ويعتبر أنّ الخصام بينه وبين “التيار الوطني الحر” سيفاقم الامور ويزيدها سوءاً بسبب عدم القدرة على انتشال البلد، وتأليف حكومة وتحقيق استقرار حكومي مطلوب.
المعادلة قد تنعكس لاحقاً عبر تنازلان متبادلة بين الحريري وباسيل والعودة إلى تجديد التسوية، مقابل طي “الغيمة السوداء” التي عبرت فوق سمائهما والعودة إلى اتفاقهما سالمين، على أنّ يستمر باسيل في تجديد تسوية مستقبلية مع الحريري للاستحقاق الرئاسي المقبل.
ما تزال عملية تشكيل الحكومة الجديدة تراوح مكانها محتجزة في بعبدا، مع غليان الشارع والاحتجاجات التي تحولت الى طابع عنيف، في غياب الحلول المرجوة التي تذهب بالبلاد الى الانفجار الاجتماعي الكبير.
بالرغم من كل الزيارات السياسية والأمنية لايجاد مخرج حكومي، لتقديم تنازلات من هنا وهناك، فالوقت اصبح خانقاً، وصار التعثر المفضوح يترجم عملياً في استمرار المصيبة الكبرى التي يتحمل تبعاتها رُكنا التأليف.